الرياض، صنعاء، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - شكر البيت الأبيض السعودية على المساعدة التي قدمتها في تعقب الطردين المشبوهين اللذين ارسلا من اليمن الى الولاياتالمتحدة. وقال مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما لمكافحة الارهاب جون برينان إن «مساعدة الرياض مرفقة بالعمل الدؤوب لأجهزة مكافحة الارهاب الاميركية وللمملكة المتحدة والامارات العربية المتحدة واصدقاء وشركاء آخرين، سمحا بزيادة تيقظنا واكتشاف الطردين المشبوهين في دبي وبريطانيا». واضاف: «الواضح أن الارهابيين يسعون الى تحديد نقاط ضعف في نظامنا. ويمكن القول اننا نجحنا في الحفاظ على تقدمنا عليهم». لكن صحفاً بريطانية افادت بأن جهاز الاستخبارات البريطاني (ام آي 6) ابلغ الولاياتالمتحدة بالتهديد. واشارت صحيفة «ديلي تلغراف» ان الاستخبارات البريطانية اكتشفت وجود طرود بفضل معلومات قدمها احد عملائها المسؤول عن شؤون اليمن. وأوردت «ذي غارديان» ان الاستخبارات البريطانية ابلغت واشنطن بالأمر على الفور بعد دقائق من اكتشاف الطرد، لكن الحكومة البريطانية لم تؤكد ذلك. وفي اليمن، تعهدت السلطات مواصلة جهودها في مجال مكافحة الإرهاب والتعاون مع المجتمع الدولي بعد اعلان خروج الطردين المفخخين من اراضيها، فيما أقامت اجهزتها الامنية نقاط تفتيش في أرجاء العاصمة صنعاء لتفتيش المركبات والتحقق من بطاقات الهوية. وافاد شهود بأن عشرات من رجال الشرطة والقوات العسكرية المدججين بالسلاح انتشروا في أنحاء العاصمة اليمنية، بما في ذلك الحي الديبلوماسي والطريق الدائري الطويل المحيط بالعاصمة، واوقفوا السيارات واستجوبوا الركاب. وستزيد مؤامرة الطردين المفخخين المخاوف الأمنية في الدولة العربية غير المستقرة التي يعتبرها الغرب مقراً للفرع الأكثر ابتكاراً وجرأة لتنظيم «القاعدة». وشن اليمن، في أعقاب تنفيذ النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب بأمر من تنظيم «القاعدة» في اليمن، محاولة فاشلة لتفجير عبوة ناسفة في 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي حملة مدعومة من الولاياتالمتحدة ضد التنظيم تضمنت عمليات دهم وقصف مخابئ للمتشددين، ما دفع التنظيم الى الرد عبر هجمات مضادة على أهداف أجنبية وحكومية. وأقرّ وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي الاثنين الماضي بأن «القاعدة» يملك مئات المقاتلين في اليمن، حيث يستفيدون من تضاريس البلد ودعم قبائل غير موالية للنظام، وضعف الحكم المركزي خصوصاً في بعض المناطق. وبعد عشر سنوات من الهجوم الذي تبنته «القاعدة» على البارجة الاميركية كول في ميناء عدن في 12 تشرين الاول (اكتوبر) 2000، والذي ادى الى مقتل 17 جندياً اميركياً، لا يزال تنظيم «القاعدة» يتوسع في البلاد مضاعفاً اعتداءاته على المصالح الاقتصادية والأهداف الأجنبية. وأعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما ان بلاده ستواصل تعزيز تعاونها مع صنعاء «بهدف افشال اعتداءات جديدة وتدمير فرع تنظيم القاعدة» في اليمن.