كشف أستاذ العقيدة في جامعة أم القرى الدكتور عبدالعزيز الحميدي أن عمر محمود صاحب «رسالة معالم الطائفة المنصورة» تصور في رسالته أن جميع أئمة المسلمين وحكامهم ومن تابعهم أو انضم إليهم «مرتدون»، وأشار إلى أن الصورة التي يتكلم عنها محمود المكنى «أبو قتادة الفلسطيني» فاسدة، وليس لها وجود في الواقع. وقال: «إن رسالته مدخل لفتنة عظيمة في مسائل التكفير». وأوضح الحميدي خلال حلقة جديدة من برنامج «همومنا» التي بثها التلفزيون السعودي أمس أن صاحب رسالة معالم الطائفة المنصورة وقع في مشكلة علمية كبيرة، وذلك بوصفه ولي الأمر بالمرتد، واستشهاده بأقوال الفقهاء بحسب وجهته وهواه. وأضاف: «الصورة التي يتكلم عنها أبو قتادة لا وجود لها في الواقع لا قديماً ولا حديثاً، ولذلك لا وجود لنص من علماء الإسلام فيها، لأنها لا وجود لها»، مشيراً إلى أنه «تصور أن جميع أئمة المسلمين وحكامهم مرتدون، وان كل من تابعهم أو انضم إليهم أو بايعهم أو سكت عنهم مرتدون». وقال أستاذ العقيدة في جامعة أم القرى: «لو أن هذا الحال حاصل في الوقت الحالي، وأن شعائر الكفر قامت، وأصبحت جميعها ديار حرب وكفر، لأصبحت جميع ديار الإسلام كلها كفراً، وهذه الصورة لن تقع في الصحيح، ولن تصبح كل ديار المسلمين ديار كفر»، مشيراً إلى أن هذا التصور موجود فقط في ذهن صاحب الرسالة وهو تصور فاسد. وتضمنت الرسالة التي انتشرت في بعض الأوساط الاجتماعية الكثير من مظاهر هذا الغلو الفكري، من بينها الكفر البواح. وأكد الحميدي أنه تم تفسير الكفر البواح من صاحب الرسالة، وبنى عليه الحكم على جميع بلاد المسلمين، حكومات وشعوباً، بالردة والكفر، وحمّل بالتالي كل الناس وجوب القتال والحرب والجهاد عليهم لتكون في ذلك الفتنة التي أرادها. وحذر أستاذ العقيدة الشباب من تلك الرسائل، وقال: «لدينا مشكلة، لماذا أعير عقلي وقلبي وديني لشخص يقيم في لندن وآخر في اليمن، والثالث في الشام، ويعملون على بث رسائل للشباب فيها تحريف للآيات تجعلها تكفر الأمة كلها وتقاتلها وفي المقابل لديك أصول الإسلام وقواعد الملة وكتب أهل العلم والمشائخ». ولاحظ الحميدي أن الرسالة تتوجه نحو الأسرة في محاولة لإسقاط سلطة الأب على الابن، لإخراج الشاب عن جماعة الأسرة، حتى يكون قصياً، وبالتالي يمكن استحواذ فكره، ثم ينتقلون إلى العلماء في محاولة لإقصاء المجتمع عنهم وسماع أقوالهم النابعة من الكتاب والسنة، ويأتي بعد ذلك ولي أمره حتى يسعون إلى الاستفراد به.