تحول معرض «الجواهر العربية» في البحرين على مدى 5 أيام انتهت أمس، مناسبة أظهر خلالها تجار المجوهرات البحرينيون عدم رضاهم على «تجاهل المنظمين شرط منع البيع بالتجزئة». لكن هذا الأمر لم يؤثر في فعاليات المعرض الذي درجت المنامة على استضافته منذ 19 سنة. وينافس خلاله العارضون بأحدث ابتكارات عالم المجوهرات المشغولة من البلاتين والذهب والفضة المرصعة بالألماس، والأحجار الكريمة اضافة الى الساعات الفاخرة، ممثلين أشهر دور صناعة المجوهرات وتجارتها من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى أجنحة تمثل البرازيل واليونان وألمانيا وهونغ كونغ وتايلاند والهند، وإيطاليا وتركيا ولبنان ودول مجلس التعاون الخليجي. وقدّمت في المعرض مجموعة متميزة عرضت للمرة الأولى لمصممين محليين وأجانب، في حضور حشد كبير من المهتمين والزوار الذين شارف عددهم على 40 ألفاً جالوا على أجنحة العارضين الذين بلغ عددهم 600. وعلى رغم تزايد الحضور الدولي والجماهيري، إلا أن تجاراً محليين لا يزالون «غير راضين» عن سياسة «تنظيم معرض يتجاهل منظموه الشروط الدولية بمنع بيع بالتجزئة». وقال تاجر بحريني: «معروف أن في المعارض يتقدم الزائر بطلب شراء ثم يتسلم البضاعة بعد انتهاء المعرض، إلا في البحرين فيشتري فوراً». وزاد: «يضاف إلى ذلك انعدام شروط المنافسة الصحيحة مع التجار الآتين من دول شرق آسيا. فهذا التاجر لا يتحمل تكاليف يتحملها البحريني. هناك يمكن الاكتفاء بمحل صغير لممارسة النشاط، كما أنهم لا يضمنون جودة الأحجار الكريمة كما يفرض القانون على التجار البحرينيين، ولا يقدمون خدمات ما بعد البيع». وهذا الأمر عكس منافسة بخاصة بين المصاغ المهني والمصاغ الحديث، ومعروف ان الخليجيين اعتادوا اقتناء المجوهرات الهندية قروناً، لكن يبدو أن هذا الأمر آخذ في التبدل إذ لم يظهر صاحب «مجموعة نصولي للمجوهرات» عاطف نصولي قلقاً من المنتجات الهندية. وقال: «لدى الهنود خط مميز يتسم بذوق المهراجا، بينما نقدم نحن خطاً عصرياً. وعلى رغم اعتياد الخليجيين المجوهرات الهندية، إلا أن التحديث أثر في الأذواق». ويقارب نصولي، الذي تتخذ مجموعته من بلجيكا مقراً وهي تبيع بالجملة، الحدث بإيجابية، ويقول إن المعرض بالنسبة إليه «هو الوحيد الجامع بين الشرق والغرب»، مثنياً على «أداء المنظمين وأجهزة الجمارك وحرَفيتهم». ويقول: «يشعر العارض كأنه في أوروبا. أصبح (المعرض) دولياً. فيه عروض كثيرة، والشركات أصبحت تعود إليه». وأكد أن «الأزمة الأخيرة لم تؤثر في أسعار المجوهرات لأن الدول والشركات الكبيرة حمت السلعة في السوق بتوقفها عن تسليم الخام الى التجار». وقال: «نزل سعر الألماس قليلاً لسنة تقريباً بسبب المضاربين في البورصة، لكنه عاد الى أسعاره، حتى أنه أقوى مما كان قبل الأزمة». وأضاف: «تمكنا أثناء الأزمة من الحصول على أحجار، وقمنا بتعديل الأسعار عبر مزج رأس المال من الأحجار الكريمة». وكان لافتاً في المعرض الحضور اللبناني الذي «يجمع بين الذوقين الشرقي والغربي»، ما جعل هذا البلد في مقدم الدول في صناعة المجوهرات. ويقول نصولي: «يمتلك لبنان تقنيات أوروبا في القطع والتلميع، ويعمل في هذا النشاط نحو 10 آلاف شخص»، موضحاً أن «المجوهرات أصبحت سلعة التصدير الأولى في لبنان الذي ألغت حكومته منذ التسعينات ضريبة القيمة المضافة على الذهب الخام والألماس المخصص للتركيب، ولولا ذلك لهاجرت اليد العاملة الخبيرة الى الخارج».