أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن حكومة الرئيس أوباما ستخصص 44 مليون دولار، لتمويل مبادرات تمكين النساء في مختلف أنحاء العالم، تطبيقاً لقرارات مجلس الأمن الداعية إلى دمج النساء وإشراكهن في جهود السلام. وأضافت خلال كلمة في المجلس، ان الجزء الأكبر من التمويل الأميركي، البالغ 17 مليون دولار، رصد لدعم جماعات المجتمع الأهلي في أفغانستان التي تركز اهتمامها على المرأة. وأوضحت أن النساء في أفغانستان «قلقات، عن حق، من أن حقوقهن ستكون ضحية السعي المشروع في سبيل تحقيق السلام». وكانت هذه إشارة من كلينتون إلى الجهود التي تبذلها الحكومة الأفغانية مع طالبان للدخول في مفاوضات للوفاق، إذ من المعروف أن المرأة قاست من المعاملة الجائرة أثناء حكم طالبان. وأضافت كلينتون أن أعضاء الأممالمتحدة لا يجوز ان يسمحوا بفقدان النساء الأفغانيات حقوقهن. وشكل قرار مجلس الأمن الدولي 1325 الذي جرى تبنّيه في تشرين الأول (أكتوبر) 2000، المرة الأولى التي يطالب فيها مجلس الأمن المعنيين في مناطق النزاع باحترام حقوق المرأة ودعم الدور الذي تؤديه في صنع السلام، وإنهاء العنف الجنسي في مناطق الصراعات. وتابعت ان المجتمع الدولي بقراره هذا «وعد بمعاملة المرأة كعاملة سلام ووفاق، لا مجرد ضحية من ضحايا الحرب والعنف»، ولفتت إلى أن مشاركة المرأة الكاملة في حل النزاعات ليست مجرّد «مجاملة تؤديها» إنما هي «ضرورة حتمية للأمن العالمي» من شأنها أن تعزز الاستقرار والنمو الاقتصادي واحترام حقوق الإنسان... وفي المجال الاقتصادي، لا نستطيع أن نستبعد مواهب نصف الشعب... أن نتجاهل المساهمات المباشرة التي تستطيع المرأة تقديمها، أو نهمشها أو ننكرها، (وهي قدمتها فعلاً)، عندما يتعلق الأمر بمسائل الحياة والموت». وأوضحت أن 14 مليون دولار من الالتزام المالي الأميركي الجديد سيقدم للمنظمات غير الحكومية التي تحاول زيادة توفير المياه العذبة في مناطق الصراع، قائلة إن «النساء والفتيات يتعرضن لخطورة متزايدة لمهاجمتهن عندما يذهبن للبحث عن المياه في مناطق الصراع». ورصد مبلغ 11 مليون دولار لتمويل توسيع برامج تعليم القراءة والكتابة والتدريب على الأعمال وعلى خدمات الصحّة العقلية للنساء والفتيات اللاجئات. وسيخصص 1.7 مليون دولار للمساعدة في تمويل نشاطات الأممالمتحدة، بما فيها نشاطات الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون العنف الجنسي أثناء الحروب، مارغو والستروم. وستعمل حكومة أوباما أيضاً على وضع خطة عمل قومية لمتابعة تقدم تطبيق القرار 1325 ورصده داخل الولاياتالمتحدة. إلى ذلك، أشارت كلينتون إلى أن الاغتصاب الجماعي الذي حدث أخيراً في جمهورية الكونغو الديموقراطية، صرخة تذكر بأن هناك حاجة إلى الكثير من العمل اللازم لتقدم حقوق المرأة. وخلصت إلى القول ان الولاياتالمتحدة ستقدم 17 مليون دولار، لتمويل الخدمات الطبية والقانونية للناجيات من العنف ضد النساء في الكونغو.