لم يتنبه القائمون على مهرجان «الخرج... سياحة وتراث»، الذي اختتم فعالياته في محافظة الخرج أمس إلى أن الحضور الكثيف، الذي شهده قصر الملك عبدالعزيز للمرة الأولى لم يقتصر على المواطنين، الذين قد تسعفهم معلوماتهم للاندماج مع مقتنيات القصر، بل شمل عدداً كبيراً من الزوار من الجاليات الأجنبية، الذين لم يتمكنوا من فك شفرات زوايا المعلم التاريخي، وحل طلاسم المقتنيات الأثرية وشرح مجمل تفاصيلها، من خلال إيجاد المترجمين والمرشدين السياحيين، ما دفعهم إلى الاكتفاء بالتقاط صور أثرية مبهمة يجهلون معرفة أبسط ملامحها. وعلى رغم مطالبات الزوار بتمديد فعاليات المهرجان لمدة شهر بدلاً من 15 يوماً، وإعجابهم بالتنظيم والمتابعة للمهرجان والسماح بدخول قصر الملك عبدالعزيز، إلا أن بعضهم استاء من عدم مشاركة الدفاع المدني والهلال الأحمر في المهرجان، وتفعيل دورهما المفترض في حال وقوع حوادث أو عوائق تواجه أياً كان الزوار أو المشاركين في المهرجان، وبعضهم أيضاً انتقد عدم اكتراث وزارة الإعلام بنقل فعاليات المهرجان عبر قنواتها. وعكست الأغاني والأهازيج التراثية منها «حوشنا يا حوشنا القديم ما أحلى وأجمل حوشنا» إلى «عليك سعيد ومبارك» و«أبو مرزوق شغلته كل يوم يرش السوق» كثيراً من ملامح الماضي، وتجسيد ممارسات أطفال الحارة أيام الزمن الجميل من لهو ولعب، والتجول في ساحات القصر، مع ترديد الأطفال خلفه تلك الأهازيج، ما أضفى جواً ممتعاً للحضور، في حين فضل أطفال آخرون ركوب العربة «القاري»، والاستمتاع بكل مشهد في القصر، أما «أبنشدك عن عود يجرونه اثنين... يمشي على رأسه ورجله في قفاه»، فهو لغز شعبي سعى الكثير من السيدات والرجال للبحث عن حله والفوز بجائزته، ولجأت الفتيات إلى طلب المساعدة من العجائز وكبار السن اللائي لم يبخلن عليهن بالإجابة. إلى ذلك، اصطف عدد من الأطفال نحو أستوديو مهرجان الخرج الذي استحدثته جماعة المصورين داخل القصر برعاية الغرفة التجارية الصناعية، وتمكن العديد من فناني التصوير الضوئي، لتوعيتهم وتثقيفهم بأهمية هذا الفن عن طريق التقاطهم الكثير من الصور المتباينة لأطفالهم مجاناً، كما عمدت لجنة المهرجان إلى إعلان الفائز بأجمل صورة التقطها فنان جماعة المصورين، وتخصيص جوائز قيمة لهواة التصوير من عامة الزوار. واندهش الكثير من المتجولين بالرسومات الكاريكاتيرية، التي لا تأخذ من فنان الكاريكاتير عبيد البراك أكثر من دقائق لرسم ملامحها، وتعالت ضحكات آخرين أثناء قراءة العديد من تعليقات شخصياتها، وشارك مكتب دار رعاية الشباب، ممثلاً في أحد أنديته الرياضية «السلمية»، بتقديم نبذة عن الخدمات التي يقدمها النادي لأعضائه على المستويين المحلي والدولي، وبادر أحد مسؤوليه بعرض بعض المقتنيات الأثرية والأواني العتيقة لزوار أركانه، مثل «المنحاس» الذي استخدمه الناس قديماً لدق الكثير من الحبوب، أما قدر «بوحلاق» الذي لا ينتهي بإطار محدد فعمدوا إلى غلي الماء والطهي فيه. وجذب الجماهير أحد المشاركين في المهرجان بعرض عدد من المخطوطات في الفقه والكيمياء وعلوم أخرى مضى عليها أكثر من 200 عام، وتقديمه بعضاً من الشروحات عليها، كما أدهشت النيران التي يخرجها التنين السعودي عبدالله الفايز من فمه الحضور، وتهافت الكثير من الأطفال إلى قلب المسرح للمشاركة في العديد من المسابقات والفقرات التي تناوب على تقديمها خلال أيام المهرجان عدد من الفرق الترفيهية مثل فرقة تلاوين ونجوم السيح وروائع وقناة المجد.