حتى في الانتخابات الاشتراعية الأميركية، يسير بيل كلينتون وزوجته هبلاري وزيرة الخارجية في اتجاهين معاكسين، الرئيس السابق منخرط في الحملة وزوجته حزمت حقائبها للسفر الى القارة الآسيوية في جولة تستمر أسبوعين. وقبل أربعة أيام من التصويت في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، ومع بروز التباين في أدوار الزوجين، طرحت تساؤلات عن إخلاص الوزيرة للأجندة الداخلية للبيت الأبيض، فيما يخوض زوجها معركة شرسة لإنقاذ حزبه من خسارة الغالبية في مجلسي النواب والشيوخ. واعتبرت كلينتون أنها بحكم موقعها كوزيرة للخارجية، لا يجوز أن تدخل في السجال الانتخابي. وبدأت كلينتون جولتها في هاواي أمس على أن تنتقل إلى فيتنام والصين وكمبوديا وماليزيا وأستراليا ودول أخرى في المحيط الهادئ. وستكون وزيرة الخارجية في نيوزيلندا يوم الانتخابات الأسبوع المقبل، في أجواء مختلفة تماماً عما عايشته في السنوات الأخيرة كسناتور عن ولاية نيويورك ومن ثم لدى خوضها الانتخابات الرئاسية عام 2008. في المقابل، غاص الرئيس السابق المعروف بلقبه «بوبا» (ابن الجنوب التقليدي) في عمق المعركة الانتخابية، نظراً الى شعبيته بين الأميركيين (61 في المئة يؤيدونه في مقابل 46 في المئة للرئيس باراك أوباما). وأبدى 53 في المئة من الديموقراطيين استعدادهم للتصويت للمرشح الذي يدعمه كلينتون في مقابل 48 في المئة للمرشحين المدعومين من أوباما. ويستفيد كلينتون من رصيد استثنائي في الحكم أنهى فيه العجز في الموازنة وعرف الأميركيون الرخاء الاقتصادي في عهده. وبفضل الحملة، تخطى الرئيسان خلافاتهما التي سادت خلال السباق الانتخابي بين هيلاري وأوباما والتي وصل فيها التلاسن إلى حد اتهام أوساط الرئيس الحالي سلفه ب «العنصرية»، علماً أن بيل كلينتون ملقب ب «أول رئيس أسود» للولايات المتحدة، نظراً الى ارتباطاته بالمجتمع الأفريقي - الأميركي. وسيرث أوباما في حال صدقت الاستطلاعات يوم التصويت، وضعاً مماثلاً لكلينتون عام 1994، مع إشارة المراقبين الى أن الرئيس السابق نجح بحنكته السياسية وشخصيته العفوية في التعايش مع اليمين في الكونغرس والصعود إلى ولاية ثانية، وهو الامتحان الذي لم يختبره بعد الرئيس الجديد. وفي وقت ترجح استطلاعات الرأي أن يستعيد الجمهوريون الغالبية في مجلس النواب، أصبح أوباما أول رئيس يشارك أثناء ولايته في برنامج «دايلي شو» الهزلي للمقدم اللاذع النبرة جون ستيوارت الذي يلقى رواجاً كبيراً لا سيما بين الديموقراطيين الشباب. وأقر الرئيس خلال البرنامج بأن «التغيير» الذي وعد به عام 2008 سيستغرق بعض الوقت. وقال إن ثمة «فكرة بأنه سيكون في وسعنا تغيير (أسلوب الحكم في) واشنطن في شكل سريع، انها فكرة قيد التنفيذ، ولن تتحقق بين ليلة وضحاها». وأضاف: «حين وعدنا خلال الحملة (عام 2008) بتغيير يمكن أن تؤمنوا به، لم يكن هذا تغييراً يمكن أن تؤمنوا به بعد 18 شهراً». وكان الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس دافع عن مشاركة أوباما في البرنامج. وقال: «أعتقد أن الناخبين الشباب يتابعون هذا البرنامج، وهو مكان من المفيد الظهور فيه من أجل الوصول إليهم». وأضاف إن «الرئيس لم يتردد يوماً في الظهور في الأماكن التي يمكن للناس فيها تلقي رسالته».