تعرف منطقة كوينزلاند الاسترالية بأنها مقاطعة «الشمس المشرقة». غير أن هذا الوصف الجميل لا يعطيها حقها كاملاً، لأنها أكثر بكثير من مجرد الطقس المشمس الرائع. وسواء كنت تخطط لقضاء أيام قليلة أو إجازة طويلة، فإنك ستجد فيها العديد من النشاطات والفعاليات التي تناسب أذواق جميع أفراد العائلة... ولا شك في أن جوها الاستوائي سيشكل بديلاً منعشاً للصيف الحار في منطقة الخليج العربي. في الزاوية الجنوبية الشرقية من كوينزلاند ستجد «الساحل الذهبي» الذي يمتد على مسافة 57 كلم من الشواطئ الرملية التي لا يحدها البصر. ثم هناك مدينة الساحل الذهبي التي يرتفع في أفقها ناطحات سحاب من الشقق السكنية بما فيها منتجع وسبا «كيو واحد» (Q1) التي تعتبر أكبر مبنى سكني في العالم، وهي تؤشر الى ما يمكن أن تقدمه المدينة الى زوارها من جميع أنحاء العالم. وبينما يتوجه الكثيرون الى الشاطئ للتمتع بالنشاطات البحرية المتنوعة، فإن المدينة تقدم وجهاً آخر يتمثل في المحلات التجارية الكبرى والمطاعم التي يوفر معظمها الأطعمة الحلال... وكذلك الحياة الليلية في مدينة لا تنام إلا مع ساعات الصباح الباكر. وباتجاه الشمال، على الساحل، نصل الى ساوث بورت التي تحضن المنتجع المشهور «عالم البحر» الذي يقدم عروضاً لأسماك القرش والدلفين، بالاضافة الى مجالات الإقامة في تلك المنطقة الواسعة التي تؤمن لجميع أفراد العائلة مجالات التسلية والترفيه. والى جانب «عالم البحر»، يوجد العديد من مدن الملاهي في المنطقة ذاتها من بينها «عالم سينما وورنر براذرز» وكذلك «عالم الأحلام» حيث باستطاعة الجميع مداعبة دب الكوالا الودود أو حتى لمس النمور البنغالية والسومطرية، طبعاً تحت اشراف المروضين. ولا ننسى أيضاً مدينة ملاهي المياه والعالم البري، وكذلك استعراض الأحصنة. أما الذين يفضلون العطلات الهادئة، فإن منطقة ساوث بورت تحتضن الفندق الوحيد في العالم الذي يتخذ من «فرساتشي» موضوعاً له وهو «بالازو فرساتشي». والحقيقة ان هذا الفندق الذي كلف أكثر من مئة مليون جنيه استرليني، بُني على الطراز الكلاسيكي المتجدد تكريماً لاسم المصمم العالمي فرساتشي. وقد أحضرت أحجار الرخام خصوصاً من ايطاليا، وجاءت الثريات من المكتبة العامة في ميلانو. وتشمل منشآت الفندق عدداً من المطاعم والمقاهي وسبا وبركة سباحة مكشوفة ومارينا خاصة تتسع لأكثر من تسعين زورقاً. كانت كوينزلاند تعرف عند السكان الأصليين باسم «أرض الخشب الذي لا ينضب»، وعندما نبتعد عن الشاطئ باتجاه الداخل سنكتشف السبب فوراً. ففي الطريق الى مزارع ماكفرسون، نعبر عدداً من الأنهار والغابات ومزارع الأبقار والأغنام وغيرها. وبالقرب من جبال تامبورين، سنجد عدداً من المحميات الطبيعية بما فيها محمية «تامبورين الاستوائية» التي شهدت أخيراً افتتاح مسار علوي يأخذ الزائر في رحلة فوق رؤوس الأشجار للاطلاع على الثروة الحيوانية والنباتية في تلك المنطقة. ولعل الأكثر متعة هي المناظر الخلابة من ارتفاع ثلاثين متراً فوق «سيدر كريك». وعلى رغم وجود العديد من المسارات المفتوحة لهواة المشي في تلك الجبال، إلا أن باستطاعة الراغبين بمشاهدة هذه المناظر الطبيعية - من دون عناء المشي - أن ينضموا الى رحلات صباحية منتظمة بالمنطاد... تنتهي عادة بزيارة الى مزرعة عاملة تعرض على زوارها المنتجات المحلية والحرف اليدوية. ومن أبرز مميزات استراليا التنوع الكبير في معالمها الطبيعية وسهولة الوصول الى تلك المعالم من غالبية المدن. فبالقرب من مطار بريزبون، قرب مصب نهر بريزبون، يوجد مرفأ صغير تنطلق منه يومياً رحلة بحرية الى جزيرة موريتون، وهي إحدى الجزر الرملية قرب ساحل كوينزلاند. وتعتبر الجزيرة محمية طبيعية بنسبة 98 في المائة. ونظراً الى انتشار الكثبان الرملية فيها، فقد ازدهرت هناك رياضة قيادة السيارات ذات الدفع الرباعي، والى جانبها معسكرات خاصة لنصب خيم الزوار والسياح. وأول ما يطالعك في جزيرة موريتون منتجع «جزيرة تانغالوما» حيث يتم التركيز على حماية الدلافين ورعايتها. ويدير العلماء العاملون هناك مجموعة من البرامج التعليمية والترفيهية للصغار والكبار على حد سواء، تتضمن إطعام الدلافين الطليقة التي تسبح كل مساء الى الشاطئ للحصول على السمك الطازج من أيدي الزوار والسياح.