تشهد مدينة أم الفحم، ثاني أكبر المدن العربية داخل إسرائيل، إضراباً عاماً في مؤسساتها الرسمية وفي مدارسها وذلك احتجاجاً على العنف الذي مارسته الشرطة الإسرائيلية ضد المتظاهرين العرب الذين تصدوا أمس لتظاهرة اليمين المتطرف التي طالبت بإعلان الحركة الإسلامية محظورة قانونياً وأيدت ترحيل الفلسطينيين من أرضهم. وجاء قرار الإضراب في اجتماع عقدته مساء أمس "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل" لبحث بطش الشرطة بالمتظاهرين وقيادييهم. وتقرر أيضاً المشاركة في مسيرة إحياء ذكرى مجزرة كفر قاسم يوم غد الجمعة وتحويلها الى مسيرة واسعة ضد العنصرية، والتظاهر اليوم أمام المحكمة في الناصرة أثناء محاكمة المعتقلين وتقديم شكاوى ضد الشرطة باسم الجرحى والمصابين في أحداث أمس، وعقد اجتماع خاص للمتابعة لوضع خطة لمواجهة العنصرية المستفحلة واستعجال إرسال مذكرات أقرت سابقاً الى الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل وجامعة الدول العربية ومنظمة الدول الإسلامية تؤكد فيها معارضة الجماهير العربية الاعتراف بيهودية اسرائيل ومشروع التبادل السكاني. واستنكر رئيس لجنة المتابعة محمد زيدان إقدام الشرطة على الاعتداء بلا مبرر على القيادات والجماهير العربية خاصة "وهو اعتداء تحول للأسف الشديد مشروعاً للمؤسسة والحكومة الإسرائيلية" مضيفا أن زيارة المتطرفين اليهود الاستفزازية تؤكد أنهم لا يمثلون أنفسهم فقط إنما يمثلون الحكومة وكل الشارع اليميني. وقال زيدان إن الشرطة هي التي ارتكبت الجريمة وليس الشبان الذين اعتقلتهم، وأنها حضرت بقرار مبيّت لضرب الجماهير العربية وقيادتهم، إذ أطلقت القنابل الصوتية والمدمعة بعشوائية وبكثافة بحجة أنها رُشقت بالحجارة "لكن في حوزتنا أدلة قاطعة بأن المستعربين الذين زرعتهم في أوساط المتظاهرين العرب هم الذين رشقوا الشرطة بالحجارة ليكون لها مبرر لتنفيذ اعتدائها على المتظاهرين". وأضاف إن "لجنة المتابعة" تحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن الاعتداء أمس وتطالب بتعيين لجنة تحقيق رسمية في هذا الاعتداء.