وقعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، اتفاقاً لتمديد التعاون المشترك مع جامعة يورك البريطانية، لاستكمال أعمال الفريق السعودي - البريطاني المشترك للمسح الميداني الأثري لمواقع عصور ما قبل التاريخ في السواحل الجنوبية الغربية من المملكة بمنطقة عسير، بعد أن أتم الفريق 11 موسماً منذ العام 2005، ركز أعماله في منطقة جازان وجزر فرسان. ويستهدف الاتفاق الذي وقعه أول من أمس (الاثنين)، نائب رئيس الهيئة للآثار والمتاحف بالإنابة جمال سعد عمر، وأستاذ الآثار في الجامعة الدكتور جيف بيلي، الشريط الساحلي للمناطق المحاذية لحرة البرك بمنطقة عسير على مدار خمس سنوات، وذلك بدراسة أثرية ودراسة التضاريس، لتوسيع مفاهيم تطور المنطقة الأثرية عبر عصور ما قبل التاريخ والمحتوى الاستيطاني والظروف البيئية والمعيشية للعصر الحجري القديم في سواحل البحر الأحمر. وأكد عمر أهمية الاتفاق في التعرف على الدور الحضاري للجزيرة العربية ودور مواقعها في احتضان الجماعات البشرية خلال الحقب القديمة المختلفة، وما تمثله هذه المواقع من مواد أثرية وأدلة حضارية مختلفة تدل على عمق الاستيطان البشري فيها. من جانبه، أشار بيلي إلى أن استكمال العمل الأثري في منطقة عسير سيغير الكثير من المفاهيم السابقة حول الاستيطان البشري في المنطقة، مبيناً أن هناك إمكانات متاحة لفهم أكبر للاستيطان خلال العصر الحجري من خلال درس الأدوات الحجرية والمقاطع الإحفورية المتكونة على طول ساحل البرك، وهو ما يطمح الفريق إلى استكماله خلال المواسم المقبلة.