دبي، واشنطن - أ ف ب، أ ب - هدد زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن فرنسا بهجمات في حال عدم سحب قواتها من افغانستان، فيما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين اميركيين قولهم إن «الحملة العسكرية الاميركية في افغانستان لا تنجح في القضاء على حركة طالبان ولا في ممارسة ضغوط على قادتها لوقف المعارك». وفي رسالة صوتية بثتها قناة «الجزيرة» امس، قال بن لادن مخاطباً الشعب الفرنسي: «السبيل لحفظ امنكم هو رفع مظالمكم من خلال الانسحاب من حرب (الرئيس الاميركي السابق جورج) بوش المشؤومة في افغانستان»، مع العلم ان 3750 عسكرياً فرنسياً ينتشرون في هذا البلد، حيث سقط 48 جندياً منذ نهاية العام 2001. واضاف: «المعادلة بسيطة وواضحة: كما تقتلون تُقتلون، وكما تأسرون تُؤسرون، وكما تهدرون امننا نُهدر امنكم، والبادي اظلم، اذ لا يستقيم ان تشاركوا في احتلال بلادنا وقتل نسائنا واطفالنا، ثم تريدون العيش بأمن وسلام». وندد بن لادن بإجراءات منع النقاب في فرنسا. وقال: «ان تعسفتم ورأيتم ان من حقكم منع وضع الحجاب، أليس من حقنا ان نخرج رجالكم الغزاة بضرب الرقاب»؟ وبرّر زعيم «القاعدة» خطف سبعة رهائن اجانب بينهم خمسة فرنسيين في النيجر في 21 ايلول (سبتمبر) الماضي، بأنه «رد على الظلم تجاه المسلمين»، مع العلم ان باريس ابدت استعدادها لبدء محادثات مع «تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي» لإطلاقهم. وهذا أحدث تسجيل صوتي لبن لادن بعدما كان وجّه مطلع الشهر الجاري رسالتين صوتيتين تحدث فيهما عن ضحايا الفيضانات في باكستان داعياً الى مساعدتهم. في غضون ذلك، قال مسؤولون في اجهزة الاستخبارات الاميركية والجيش لصحيفة «واشنطن بوست» ان الاستراتيجية العسكرية الاميركية في افغانستان غير فاعلة، «اذ الحقت هزائم موقتة بالمتمردين الذي اظهروا مرات قدرتهم على النهوض، وخلال بضعة ايام احياناً» (راجع ص 8). ورأى المسؤولون الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم ان «طالبان» تنفذ عمليات ترهيب محدودة واغتيالات في انتظار بدء انسحاب القوات الاميركية من افغانستان، بحسب الموعد الذي حدده الرئيس باراك اوباما في تموز (يوليو) 2011. لكن الحكومة الافغانية أكدت أمس، ان قواتها توشك بالتعاون مع قوات الحلف الاطلسي على هزيمة متمردي «طالبان» من دون خوض معارك في معقلهم في ولاية قندهار (جنوب)، «بعدما فضلوا الفرار منها اثر الهجوم المستمر منذ الربيع». وقال الجنرال محمد زاهر عظيمي، الناطق باسم وزارة الدفاع الافغانية: «بلغت العملية في قندهار مرحلتها الاخيرة، وآثر العدو عدم القتال. وننظف منطقة الألغام التي زرعها المتمردون قبل اعلان التغلب عليهم»، مع العلم ان «طالبان» اعلنت مطلع الشهر الجاري ان العمليات التي يشنها آلاف من الجنود الافغان والأجانب لم تؤثر في قدراتهم على شن هجمات». على صعيد آخر، اعلن الامين العام للحلف الاطلسي (ناتو) اندرس فوغ راسموسن ان الحلف يعتقد أنه اقترب من بداية جديدة للعلاقات مع روسيا تشمل تعاوناً أكبر في الحرب الافغانية، وفي أنظمة الدفاع الصاروخية. وقال لصحيفة «فاينانشال تايمز»: «ستعزز مشاركة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في القمة المقبلة للحلف المقررة في لشبونة الشهر المقبل العلاقات التي توترت بين الجانبين بسبب الحرب التي خاضتها موسكو مع جورجيا عام 2008». وأضاف: «ستكون القمة أهم مناسبة للتعاون بين روسيا والحلف منذ قمة روما عام 2002، حين شكلنا مجلس الحلف وروسيا.» ونقلت «فاينانشال تايمز» عن مسؤولين في الحلف قولهم إن «الولاياتالمتحدةوروسيا تعملان لإبرام اتفاق يقضي بتقديم موسكو أكثر من 20 مروحية للقوات الافغانية. كما يبحث الحلف امكان نقل روسيا مزيداً من البضائع واسلحة ايضاً عبر أراضيها الى قواته في أفغانستان، في مقابل بدء تعاون بين روسيا والحلف في شأن انشاء درع صاروخية بدلاً من منظومة الدفاع التي الغتها واشنطن في بولندا وتشيخيا. وأكد مندوب روسيا الدائم لدى الحلف الأطلسي (الناتو) ديميتري روغوزين أن التعاون بين بلاده و «الناتو» لإرساء الاستقرار في أفغانستان «يجرى في مجالات عدة، لكن ليس لإرسال جنود روس الى هذا البلد».