استغربت الأمانة العامة لقوى 14 آذار «الإعتداء الذي تعرّض له فريقٌ من المحقّقين الدوليين في ضاحية بيروت الجنوبية أمس، على يدّ «فرقة من الأهالي» تابعة ل«حزب الله» إعتدت وسرقت ملفات عائدة للمحقّقين»، معتبرة «إنّ هذا الإعتداء إذ يذكّرنا ب«فرقة الأهالي» التي تعتدي عادةً على «يونيفيل» في الجنوب، إنما يشكّل إعتداءً موصوفاً على الشرعية الدولية وقراراتها لا سيّما 1757 و1701 في هذا المجال». وكان الحادث الذي حصل في عيادة الطبيبة النسائية إيمان شرارة فرض نفسه على الاجتماع الاسبوعي للأمانة وأصدرت بياناً توقفت فيه ايضاً أمام «إصرار قوى 8 آذار، المحلية والإقليمية، على إلغاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أو تعطيل عملها أو خلق محكمةٍ موازية لقضيّةٍ بديلة أو موازية»، معتبرة انها «لا ترى في مثل هذا العمل سوى استدراج للاضطراب والفتن، من دون أن يؤثر – كما بيّنت المساعي المعلومة – على سير العدالة نحو غايتها». وإذ جدّدت تمسّكها «بهذه المحكمة»، دعت «بعض القوى الإقليمية إلى الإقلاع عن استخدام لبنان أداةً في معركتها مع العدالة الدولية». ولم تستغرب الأمانة العامة «الدور الذي يؤدّيه رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون بطلب من معلّميه المحلّيين والإقليميين، والذي في حملته الهادفة إلى تشويه مرحلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إنما هو مكلّف باستهداف المحكمة الدولية من ناحية، وبافتعال صراعات طائفية ومذهبية تزيد من تهديم البنيان الوطني اللبناني، وكلُّ ذلك لا يخفي إستهداف العدالة من جهة وقيام الدولة السيدة الحرة المستقلة من جهة أخرى». وأكدت الامانة العامة انها «بذلت ولا تزال تبذل كل التضحيات والجهود الممكنة للحفاظ على الإستقرار الداخلي، صوناً للمصلحة الوطنية العليا، لا سيّما في هذه الفترة التي تشهد تجاذباً محموماً على الصعيد الإقليمي»، مشيرةً إلى أنّه يهمُّها «ألا تكون التهدئة خاضعةً للتهديد والإبتزاز»، مسجِّلُة «استغرابَها واستنكارَها للتناقض الفاضح الذي يطبع مواقف قوى 8 آذار المحلية والإقليمية». وتوقفت عند كلام رئيس الحكومة السورية محمد ناجي عطري عن قوى 14 آذار وقالت في بيانها: «فيما يشنُّ رئيس الحكومة السورية هجوماً «كرتونيّاً» على قوى الاستقلال اللبناني، إذا برئيس الجمهورية السورية يطمئننا إلى التزامه الاستقرار، وفقاً لتفاهمات القمة الثلاثية في بيروت، بما في ذلك استقرار حكومتِنا، وفيما توحي قوى 8 آذار المحلية بالتزامها تعليمات سقفِها الإقليمي بخصوص التهدئة، إذا بإعلامها اليومي يعيّن مواعيد للإنفجار الداخلي، ويستحضر مناخات التهديد، وكل ذلك تحت عنوان «تفعلون كذا وكذا... وإلا!». واعتبرت الامانة العامة أنّ «هذا السلوك الابتزازي المكشوف لا يوهنُ من عزيمة قوى 14 آذار وتضامنها، بمقدار ما يطعن في صدقية الطرف الآخر الذي ما زلنا نصرّ على دعوته إلى التعقُّل وتجنيب البلد مغامرات طائشة في ظلّ ظروفٍ ضاغطة معيشيّاً وحياتياً». ورحبت الأمانة العامة بما صدر عن السينودس من أجل الشرق من «نتائج طيبة»، مشيرةً إلى أنَّ «هذه المبادرة الشجاعة والمسؤولة جاءت في وقتها لتقول بحقّ إن مستقبل الشرق هو في العيش المشترك بين جميع أديانه، لا سيما المسيحية والإسلام، وليس في صراع الحضارات والأديان»، وأضافت: «كذلك أصابت عين الحقيقة بقولها إن الحل العادل لقضية فلسطين، بقيام الدولتين المستقلّتين، هو ضمانة كبرى لاستقرار المسيحيين وشهادتهم على أرضهم». كما رحبت الأمانة العامة ب»الأصوات الوطنية المسؤولة وفي مقدّمها رئيس الحكومة سعد الحريري، التي عبّرت في هذه المناسبة عن قناعتها بأن شرقاً بلا مسيحيين ليس بشرق، وأن عروبةً بلا مسيحيين ومسلمين، يجسّدون معاً رسالتها ومعناها، ليست بعروبة». وعزت قيادة الجيش اللبناني ب»استشهاد الرائد عبدو جاسر والمعاون زياد الميس في حادثة مجدل عنجر»، مجدّدة وقوفها الحازم «دعماً للجيش ولفرض سلطة الدولة على كامل أراضيها».