قال علماء بريطانيون إن الذكاء الاصطناعي يمكنه توقع توقف قلب الأشخاص ممن يعانون اضطرابات في القلب من خلال تحليل عينات الدم وسرعة دقات القلب، لإيجاد أي علامات تشير إلى أن عضلة القلب ستتوقف. وذكر موقع «هيئة الاذاعة البريطانية» أن فريقاً من مجلس البحوث الطبية البريطاني أوضح أن تلك التكنولوجيا قد تنقذ أرواح الكثير من المرضى من خلال معرفة أي المرضى في حاجة إلى علاج أقوى. وأشار الباحثون إلى أن أنهم درسوا حالات المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الرئوي. وزود الباحثون برنامجاً للذكاء الاصطناعي بصور الرنين المغناطيسي ل 265 مريضاً بالقلب، إضافة إلى نتائج تحليلات دمهم، موضحين أن البرنامج عمل على قياس حركة 30 ألف جزء في تركيبة القلب خلال كل نبضة. ولفتوا إلى انه «عندما تدمج هذه البيانات مع سجلات المريض لثمان سنوات مضت، استطاع برنامج الذكاء الاصطناعي معرفة العيوب الصحية التي قد تطرأ وتُنهي حياته. البرنامج قد يتنبأ بصحة المريض للسنوات الخمس المقبلة». وأظهرت نتائج البحث أن برنامج الذكاء الاصطناعي تنبأ بالمرضى الذين سيبقون على قيد الحياة لعام واحد وبلغت هذه النسبة نحو 80 في المئة، فيما بلغت نسبة صحة ما تنبأ به الأطباء 60 في المئة. وقال أحد الباحثين الدكتور ديكلان اوريغان: «برنامج الذكاء الاصطناعي يسمح باختيار العلاج المناسب للمرضى». وأضاف اوريغان أن البرنامج يدرس نتائج عشرات الاختبارات من بينها التصوير لمعرفة ما الذي سيحدث لكل مريض على حدة وفي شكل واضح، مشيراً إلى أن ذلك يسمح باختيار العلاج المكثف للمرضى الذين سيتفيدون منه أكثر من غيرهم. وسيختبر فريق البحث برنامج الذكاء الاصطناعي على مرضى آخرين في مستشفيات أخرى لمعرفة إن كان يجب توفيره للأطباء لاستخدامه. ويريد الباحثون استخدام هذه التكنولوجيا للمرضى الذين يعانون من ضعف عضلة القلب لمعرفة من يحتاج جهاز تنظيم ضربات القلب أو علاجات مختلفة. وأفاد من مؤسسة القلب البريطانية الدكتور مايك نابتون :«هذه الأخبار المثيرة عن استخدام البرنامج الإلكتروني في عيادات الأطباء سيساعدهم في المستقبل للتأكد من أن مرضاهم يتلقون العلاج المناسب قبل تدهور حالاتهم الصحية، ما يجعلهم في حاجة إلى زراعة رئة». ويُحدث ارتفاع ضغط الدم في الرئتين أضراراً في جزء من القلب، كما أن ثلث المرضى يموتون خلال خمس سنوات منذ تشخيص إصابتهم بالمرض. ويُعالج ارتفاع ضغط الدم بتناول الأدوية وغرز الحقن مباشرة في الأوعية الدموية أو بزراعة الرئة، إلا أن الأطباء لم يكن لديهم أي فكرة كم من الوقت سيعيش مرضاهم، ليستطيعوا اختيار العلاج المناسب لهم.