سان بطرسبورغ - أ ف ب - يكاد الكاريكاتور السياسي أن يغيب تماماً عن الصحف الصادرة في روسيا، فلم يعد للرسوم الساخرة من رئيس الوزراء فلاديمير بوتين وخليفته في رئاسة البلاد ديمتري مدفيديف مكان الا على شبكة الانترنت. يقول رسام الكاريكاتور الشهير في سان بطرسبورغ فيكتور بوغوراد: «يغيب الكاريكاتور السياسي عندما يغيب النضال السياسي، وحيث تتبع معظم الصحف للسلطة». وينشر بوغوراد رسومه في صحيفة «فيدوموستي» الاقتصادية المستقلة، وفي صحيفة «موسكو تايمز» التي تتوجه الى جمهور من القراء من أهل العاصمة موسكو المقيمين خارجها والبعيدين عن التأثير على مجريات الواقع السياسي في البلاد. وهو من الرسامين القلائل الذين تمكنوا من نشر رسومهم سراً ابان الحقبة السوفياتية. ويضيف بوغوراد: «كل ما يتصل بالسخرية السياسية لا يعثر عليه الا على الانترنت التي ما زالت تشكل فسحة للحرية». ويوضح ان السخرية باتت مستحيلة حتى مع المسؤولين المحليين، متسائلاً «متى شاهدنا آخر مرة رسماً كاريكاتورياً عن حاكم بطرسبورغ؟». لذلك، بات عدد من مواقع الانترنت يشكل الملجأ لرسوم الكاريكاتور التي تتناول الرجل القوي في البلاد بوتين وخليفته في الكرملين مدفيديف. ويظهر احد الرسوم المنشورة على الموقع الالكتروني «كرملين غرملين»، رئيس الوزراء يرتدي ربطة عنق تحمل الوان العلم السوفياتي، ويحمل دمية على صورة الرئيس مدفيديف. ويظهر رسم آخر لفلاديمير مالتشانوف، رئيس الوزراء بوتين ينظر الى المرآة فيرى فيها صورة مدفيديف. ويرى عدد من المحللين ان رئيس الوزراء ما زال ممسكاً بمقاليد السلطة في البلاد على رغم انه اضطر لترك الرئاسة في العام 2008 التزاماً بالدستور الذي يحظر الترشح لولاية رئاسية ثالثة. وبحسب فيكتور شندروفيتش، الذي كان يعد برنامج «كوكلي» السياسي للدمى المتحركة من التسعينات وحتى ايقاف البرنامج في العام 2004، فان السخرية السياسية تكاد تصبح «سرية» في روسيا. ويقول: «اصبحت السخرية السياسية تعمل بالخفاء، ووجودها مستحيل في ظل النظام السلطوي لبوتين». وفي هذا الاطار فإن العثور على رسم يسخر من المسؤولين الروس في معرض سان بطرسبورغ حول «الكاريكاتور السياسي بين الماضي والحاضر» في روسيا والولايات المتحدة، كان أشبه بمهمة مستحلية. فالرسم الوحيد الذي يظهر بوتين يعود الى العام 2001، وهو على شكل ملصق شبيه بالحملات الدعائية السوفياتية، يرتدي فيها بوتين زياً للجيش الاحمر، ويدعو الروس الى التطوع لمكافحة الارهاب.