أصبح مصطلح الرهاب (فوبيا) يشكل اهتمامات بعض الباحثين أخيراً، إذ تبين أن بعض الأفراد قد يزداد لديهم الخوف من الأشياء التي يتعذر تفسيرها بشكل منطقي بدءاً من الخوف من الأماكن العامة وانتهاءً بالخوف من الحيوانات مثل القطط. وبدأ الباحث جي ستانلي هول في دراسة جينية للخوف الزائف التي نشرت في دورية أميركية للطب النفسي في العام 1914، إذ قام بادراج 136 نوعاً من الخوف المرضي من الأشياء اللامنطقية والعاجزين عن تجاوزه، وفق ما ذكر موقع The Conversation. وكتب جراح الأعصاب، سيلاس ميتشل، عن أحد أنواع الرهاب وهو أيلوروفوبيا (رهاب القطط)، والذي أعاد صياغة ورقة بحثية نشرت في معاملات جمعية الأطباء الأميركية 1905 في مجلة "ليدز هوم جورنال" 1906، وأعطاها العنوان الأشهر "الخوف من القطط". وكشف الطبيب عن الأسباب وراء رهاب القطط من خلال إجراء بعض التجارب على بعض الاشخاص الذين يعانون من الرهاب، إذ قام باغواء قط ببعض الكريمة واخفائه في خزانة، ولاحظ أن الشخص شعر بوجود جسم غريب من دون أن يراه أو يشم رائحته، الأمر الذي تبين أن الكثير من الحالات تمكنت من اكتشاف وجود قطط مخبأة من دون رؤيتها. ولتفسير قدرتهم على اكتشاف القطط، اقترح الباحث، ميتشل بهال، أن الانبعاثات التي تصدر من القط، ربما تؤثر في الجهاز العصبي من طريق الغشاء المخاطي، على رغم خلوها من الروائح. وبقي بهال حائراً في شأن الرعب غير المبرر من القطط. وحسم تجاربه بالملاحظة التالية: "ضحايا رهاب القطط يقولون إنه مهما كان القط غريباً عنهم، فإنه يبدي رغبة غير عادية في أن يقترب منهم، مثل أن يقفز فوق أرجلهم أو يتبعهم". وأوضح ستانلي في كتابه على أكثر الأسئلة تكراراً الذي جاء في موقع Cat World وهو: "لماذا تذهب القطط إلى الأشخاص الذين لا يحبونها؟"، وكان تفسيره أن الشخص الخائف من القطط لا يشكل تهديداً.