مازال بلاتر ممسكاً بأوراق اللعبة في الاتحاد الدولي لكرة القدم حتى الآن، ومازال الرجل قادراً على فرض آرائه وأوامره على الجميع لأنه على ما يبدو يجيد لعبة توزيع الأدوار والعطايا والمنح داخل الفيفا، فعلى رغم كم الفضائح التي تكشفت داخل الفيفا خلال الأعوام الماضية إلا أن الرجل كما هو لا يهتز ولا يرتبك، بل يقوم بدور الرجل الكبير على أكمل وجه فلكل قضية أو (فضيحة) رجالها الذين يتحملونها أو مثل الأفلام المصرية القديمة هناك من هو جاهز لتحمل القضية وتحمل تبعاتها مع التأمين الكامل لأولاده وأسرته المهم ألا يبوح المتهم بأية أسرار والمستقبل مضمون. والغريب أن أحداً لا يتدخل للإصلاح أو التغيير بل العكس هو الصحيح، وعلى سبيل المثال نجد أن الاتحاد الدولي لكرة القدم هو الوحيد الذي قرر تنظيم كأس العالم لكرة القدم قبلها باثني عشر عاماً في واقعة غير مسبوقة على الإطلاق، فليس معقولاً أبداً أن يتم إسناد كأس العالم 2022 أو حتى 2018 من الآن، ولا أعرف سبباً واحداً للعجلة والإسراع في مثل هذا الشأن ولا يجب أن نصدق حجم المنشآت والمباني لأننا تعودنا على الإعلان قبلها بفترة مناسبة، فمنذ أن عرفنا بطولات كأس العالم نجحت كل الدول بلا استثناء في تنظيم البطولة وإتمام المنشآت منذ عام 1930 وحتى عام 2010. إذاً فإن كل ما يقال حول ضرورة الإعلان مبكراً هو من قبيل المزايدة والكذب على الناس، ولكن الأغرب أن كل أعضاء المكتب التنفيذي وافقوا بلاتر بالإعلان عن الدول التي ستنظم كأس العالم 2018 و2022 من دون مناقشة أو مراجعة وهذا في رأيي أساس الفساد لأن معظم هؤلاء الأعضاء لن يكونوا حاضرين بعد هذه الأعوام لذلك فهي فرصة العمر للاستفادة من هذا الكنز الثمين. وليس هناك دليل على الفساد أكثر من اعتراف الأمين العام السابق للفيفا مشيل روفيينين عن كم الفساد الواقع داخل الفيفا، بل إنه أشار بصراحة ووضوح إلى أسماء البعض ووصفهم بأنهم رجال مافيا وأساتذة في الفساد، وبكل أسف لم يعقّب أحد أو يعلق. الاتهامات ستطاول مشيل نفسه لأنه تجرأ وتكلم، وبالتالي فإن العقوبات ستكون بانتظاره من الكبير بلاتر ورجاله داخل الاتحاد الدولي، وللأسف فإن الروائح داخل الاتحاد الدولي أصبحت كريهة بما يكفي لدرجة أنها انتشرت بالتبعية في الاتحادات القارية، حتى إننا نشاهد عضواً بارزاً أو رئيساً للجنة الحكام في أحد الاتحادات القارية متهماً الآن بتهمة تسهيل الرشاوى والعمولات... فكيف بالله عليك نثق بمثل هذا الرجل الذي يتحكم بمفرده في أهم لجنة وهي اللجنة المعنية بتطبيق العدالة على قارة بأكملها، فإذا كان رب البيت بالدف ضارباً فماذا ستكون العواقب لمرؤوسيه والبقية ستأتي بمزيد من الفساد والفضائح طالما أن الجميع لا يتحرك ولا يتكلم فقط يوافق ويرفع يديه. [email protected]