أصدرت محكمة الجنايات الأولى في العراق أمس حكماً باعدام طارق عزيز (74 سنة) الذي كان وزيراً للخارجية ونائباً للرئيس الراحل صدام حسين، بتهمة «تصفية الاحزاب الدينية»، وهو ثاني حكم تصدره المحكمة ذاتها عليه، بعدما قررت سجنه 15 سنة لادانته في قضية اعدام عدد من التجار في تسعينات القرن الماضي. وقضت المحكمة أيضاً بإعدام سعدون شاكر محمود، وهو وزير داخلية سابق وقيادي رفيع في حزب البعث، وسكرتير صدام عبدالحميد محمود المعروف بعبد حمود. ويأتي الحكم بإعدام طارق عزيز بعد سبع سنوات ونصف السنة على تسليم نفسه إلى الجيش الأميركي ليلة 19 أيار ( مارس) 2003. ومثل امام المحكمة في قضايا مختلفة، منها قضية مقتل مزارعين شيعة في الدجيل، اثر محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها صدام حسين، مطلع ثمانينات القرن الماضي. كما مثل امام محكمة «الانفال» التي نظرت في العمليات العسكرية عام 1988 ضد الاكراد واستخدمت فيها الاسلحة الكيمياوية. والمحاكمة الثالثة كانت مشاركته في قمع انتفاضة شيعية في جنوب العراق عام 1991، وقال طارق عزيز خلال جلسة استجواب إن صدام اصدر قرارات لسحق الانتفاضة. وحذر طارق عزيز في أول حديث صحافي له من زنزانته، الصيف الماضي، من خطورة سحب القوات الاميركية من العراق. وأشار الى ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا «قتلتا بلدنا. عندما ترتكبون خطأ يجب ان تصححوا هذا الخطأ وعدم ترك العراق يموت». وأضاف «عندما انتخب باراك اوباما رئيساً، اعتقدت انه سيصحح اخطاء سلفه. لكن اوباما مخادع. ترك العراق لمصيره». وتسنم طارق عزيز، بعد انضمامه الى حزب البعث اواسط خمسينات القرن الماضي، مناصب كان آخرها نائباً للرئيس ومساعداً له في ادارة ملفات سياسية مهمة ابرزها المفاوضات مع فرق التفتيش التابعة لمجلس الامن كما شغل مناصب وزارية عدة اهمها وزارتا الخارجية والاعلام. طارق عزيز من اكبر ديبلوماسيي العراق حكم بالاعدام في 26 تشرين الاول (أكتوبر) - رويترز - قال المكتب الاعلامي التابع للمحكمة العليا في العراق ان المحكمة أصدرت اليوم الثلثاء حكماً باعدام طارق عزيز أحد أبرز مساعدي الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وفيما يلي بعض الحقائق الاساسية في شأن المتحدث المخلص باسم صدام والوجه الظاهر للنظام. ديبلوماسي صدام - عين عزيز وزيراً للاعلام في اواخر السبعينات. وفي عام 1977 انضم الى مجلس قيادة الثورة وهو لجنة تضم كبار المسؤولين في حزب البعث الذي كان يحكم العراق. وأصبح نائباً لرئيس الوزراء في عام 1979. - أصبح عزيز شخصية بارزة في الحروب الثلاث التي خاضها العراق. وساعد في الحصول على تأييد الولاياتالمتحدة للعراق في حربه مع ايران التي استمرت في الفترة من عام 1980 الى عام 1988 وفي اقامة علاقات اقتصادية قوية مع الاتحاد السوفياتي. - صعد نجم عزيز أكثر في وسائل الاعلام العالمية بعد غزو الكويت في عام 1990 والازمة التي أعقبت ذلك. - قام بدور ديبلوماسي بارز في الفترة التي سبقت حرب الخليج عندما كان وزيراً للخارجية وأظهر اتقاناً للغة الانكليزية وقوة أعصاب ومهارات تفاوضية. - رفض رسالة من الرئيس الاميركي انذاك جورج بوش الاب الى صدام في محادثات اللحظات الاخيرة في كانون الثاني (يناير) عام 1991 بسبب لهجتها «المهينة». - بعد أيام بدأ التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة حملة عسكرية طردت القوات العراقية من الكويت. - عقب ذلك أصبحت سفريات عزيز أقل لكنه بقي الصوت البارز للزعيم العراقي. وكانت آخر مرة ظهر فيها رسمياً في مناسبة عامة يوم 19 مارس آذار عام 2003 عشية الحرب للاطاحة بصدام للقضاء على شائعات بأنه ضرب بالرصاص أو انشق. السقوط - كان عزيز رقم 43 في قائمة المطلوبين للولايات المتحدة من المسؤولين العراقيين عندما سلم نفسه للقوات الاميركية في نيسان (ابريل) عام 2003 بعد اسبوعين من سقوط نظام صدام. - ظهر عزيز كشاهد في محاكمات سابقة لاعضاء النظام السابق بمن فيهم صدام. - في ظهوره الاول لمواجهة اتهامات في نيسان عام 2008 كان عزيز يبدو شاحباً وواهناً واستخدم عصاة لمساعدته على السير. - في اذار (مارس) عام 2009 حكم عليه بالسجن 15 سنة لدوره في اعدام عشرات التجار عام 1992. ثم حكم عليه بعد ذلك بالسجن سبعة أعوام في آب (اغسطس) عام 2009 لدوره في عمليات تهجير اجباري للاكراد من شمال العراق الغني بالنفط خلال حكم صدام. - وفي كانون الثاني (يناير) الماضي نقل الى المستشفى اثر اصابته بجلطة. تفاصيل حياته - ولد عزيز لاسرة متواضعة في السادس من كانون الثاني عام 1936 في قرية تل كيف المسيحية قرب الموصل بشمال العراق. وهو مسيحي كلداني وهي أكبر طائفة مسيحية بالعراق ووجوده في حكومة صدام كان يستخدم عادة كدليل على التسامح الديني للرئيس العراقي الراحل. - درس عزيز الادب الانكليزي في جامعة بغداد قبل ان يعمل في الصحافة. وبتأييد من صدام أصبح رئيساً لتحرير صحيفة الثورة الرئيسية الناطقة بلسان حزب البعث. - وتعود علاقة عزيز وصدام لفترة طويلة سابقة. في الخمسينات عمل الاثنان في حزب البعث الذي كان محظوراً آنذاك والذي سعى الى الاطاحة بالملكية المدعومة من بريطانيا. وقال عراقيون انه مدين بحياته السياسية المديدة جزئياً لكونه مسيحي في دولة مسلمة ولانه لم يكن بامكانه على الاطلاق تهديد سلطة صدام. - نجا عزيز الذي سمى ابنه الثاني على اسم صدام من محاولة اغتيال قام بها راديكاليون بتأييد من ايران في عام 1980.