دعوني أغرد خارج سربي، لا موالاة ولا معارضة (لبنانية)، فالخسة بثلاثة آلاف وليس فيها 30 ورقة عدا عما يوجد في داخلها نتيجة المياه الملوثة. والبندورة بأربعة آلاف وأكثرها مهترئ ومضروب، والخضار، كالفجل والبقدونس و و و... الربطة بألف، والرغيف كالكاوتشوك حين آكله أصبح من أغلى الخبز فى العالم واسألوا عن صحة قولي، والمياه الملوثة فى الغالونات من دون فحص أو رقابة، والاتحاد العمالي العام يحمل الاسم فقط، مع ان تاريخ العمال يغير الأنظمة والتاريخ، والدفاع عن المستهلكين أصبح دفاعاً ووجاهة وتصدّر الجلوس في الأمام وكأنهم يقولون نحن هنا واذكرونا في الانتخابات المقبلة، واصبح بائع الفلافل هو البائع الوحيد في المنطقة. استفيقوا صباحاً لتروا الناس المتحملقة أمام مكب النفايات بحثاً عما يسد رمق العائلة. دعوني أحدثكم عن معدتي الخاوية، وثيابي البالية، وجيوبي الخالية. دعوني أخبركم ان لا لزوم لتقديم الساعة ساعة، طالما أحرقتم المصانع، ورفعتم أسعار الكهرباء، لا بل تقطعونها دائماً، دعوني أبكِ على مصيري القاتم، فلقد جفت دموعي، حيث لا (ما عاش) يحميني واختفت الزيادة التي وعدتموني بها، ومصيرنا في الضمان مهدد، ونومنا في الليالي مبدد، وعيشنا في النهار مجرد. دعوني أذكركم ان الدين الماضي لم يسدد بعد، وقد يتضاعف في فترة قصيرة، اذاً لماذا تتقاتلون؟ ظناً منكم ان المحكمة الدولية من دون غرض أو هوى، ومتى كانت المحاكم في العالم مجردة ونزيهة فماذا فعلت في جزر الفوكلاند وهي من أراضي الأرجنتين؟ ومحاكم كمبودبا ولاوس وفيتنام... والآن يتباكون على السودان. فوق الغلاء أصبح أولادكم خارج البلاد، ونحن وعائلاتنا غنماً لهم والمسالخ يحضرونها في الليالي الحالكة، وينفذون المؤامرات بناء على أوامر وعلى مراحل، فهل مات الضمير. فالمحلات أقفلت، والمقاهي عمرت، والأدمغة هجرت، والفنانات انتشرت، والجيوب أفلست، والشيكات ارتجعت، والوظائف بحدها الأدنى وتحت خط الفقر تلاشت واضمحلّت، والسرقات تفننت، والجريمة كثرت، والشيخوخة من دون حماية تنتظر القبر، والجياع في الأرض تكاثروا، والنفوس المتأملة بصيصاً في الأرض ومن النور مرضت، والكهرباء والهاتف والماء خُصصت أو على الطريق، والبعض في طريق التخصيص شاءت أم أبت، وعندها لا لزوم للدولة طالما التخصيص سيد الموقف، إضافة الى ان الطغمة المالية نهبت، وهي الحاكمة فعلاً، والمشاعات الدينية بالمساحات توسعت وهي خط احمر لا يجوز النظر اليها وحتى الكلام عنها.