من الصعب أن يطالب صحافي بطرد آخر بسبب رأيه. قال صحافي أميركي، بعدما قرأ «أضعف الإيمان» الخميس الماضي، بعنوان «لماذا يهينوننا». في المبدأ، الاحتجاج منطقي. ومضمون المقال كان غريباً من كاتب صحافي. لكن موقف مذيع «فوكس نيوز» براين كيلميد أشد غرابة. هو أهان المسلمين، ثم اعتذر ببرود. لم يكن صحافياً في ذلك الدور. وموقفه ترفضه تقاليد الصحافة. المطالبة بطرد مذيع «فوكس نيوز» براين كيلميد، مطالبة بإعادة كبيرة المراسلين في البيت الأبيض، هيلين توماس الى عملها، ومراسلة «سي. أن. أن» أوكتافيا نصر أيضاً، على رغم ان وضع الثلاثة في مقارنة، ينافي الموضوعية. فكلام هيلين توماس كان رأياً يحتمل الخطأ والصواب. وكلام أوكتافيا نصر، قضية ذاتية، لا علاقة لأحد بها. هي عبّرت عن عواطفها تجاه العلاّمة الراحل محمد حسين فضل الله. أما كلام مذيع «فوكس نيوز» براين كيلميد، فلا يحتمل حسن الظن، على أي وجه. كان حكماً عنصرياً فظاً. لنذهب الى أبعد من هذا، نفترض أن جميع الذين نفذوا عمليات إرهابية خلال العقود الثلاثة الماضية مسلمون، وأن ديفيد كوريش الذي قتل حوالى 70 شخصاً في معقل جماعة دينية متطرفة في ولاية تكساس عام 1993، ينتمي الى الجماعات الجهادية. هذا كله لا يجيز لمذيع «فوكس نيوز» إصدار حكم على أمة بكاملها. لا شك في أن إبعاد هيلين توماس، وأوكتافيا نصر، وإبقاء مذيع «فوكس نيوز» براين كيلميد، تمييز وعنصرية. نحن قبلنا بأن «نبصم»، ونعامل بازدراء، وريبة على أبواب سفارات ومطارات. ونُطالَب يومياً بكشف أجسادنا، وأرقام هواتفنا وحساباتنا، وكل تفاصيل حياتنا وتحركاتنا وخصوصياتنا، من أجل تأشيرة. أخذتنا الحماسة على مدى سنوات، قبلنا الجدال حول تاريخنا وتقاليدنا ومناهجنا، من أجل المساعدة في حصار المتطرفين والإرهابيين، لكننا اكتشفنا ان ما فعلناه صَنَعَ متطرفين على الجانب الآخر. كرّس صورة نسعى الى تصحيحها. أبعدوا براين، واطردوه من عمله تخلُ لكم قلوبنا.