لجأت «ن.ك» إلى موقع التواصل الاجتماعي «توتير» للوصول إلى حل مشكلتها. وأطلقت على نفسها لقب «أم تريد ابنتها بحضنها»، ووضعت «وسماً» حمل اسمها المستعار نفسه لتوصل صوتها إلى المسؤولين، ولم تستمر الأم المكلومة في تغريداتها كثيراً، إذ تواصل معها المسؤولون، ولم تمضِ ساعات حتى وصل فريق من وحدة الحماية في مكة التابع لفرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للطفلة المعنفة «دارين»، والتي نشرت أمها مقطع تعنيف والدها لها. فيما ألقت شرطة مكةالمكرمة القبض على الجاني، بتوجيه من أمير المنطقة مساء أمس. وقالت «ن- ك» ل«الحياة»: «لم يكن هذا الخلاف الأول بيني وزوجي، ولم تكن المرة الأولى التي يعنف بها طفلتي التي تبلغ من العمر ثلاثة أشهر، فأول مرة ضُربت فيها تلك الصغيرة كان عمرها سبعة أيام»! مشيرة إلى أن زوجها كان يعنفها قبل طفلتها، إذ أمضت معه أربع سنوات من الزواج، كان لا يتفاهم ولا يجيد إلا فنون الضرب والتعذيب. وبينت أنها لم تكن المرة الأولى التي تترك فيها منزل زوجها، بل سبق ذلك مرات عدة عادت بها إلى منزل والدها، وزادت: «في المرة الأخيرة وعندما زاد تعنيفه لي ولطفلتي هربت من منزلي في مكةالمكرمة إلى منزل أهلي في المدينةالمنورة بواسطة حافلات النقل الجماعي». منوهة إلى أن هربها مع طفلتها أثار «جنون» زوجها الذي تسبب لعائلتها بعدد من المشكلات عند منزلهم وفي مقر أعمالهم، وأضافت: «قبل شهر حملت طفلتي وهربت إلى منزل والدي، وطلبت الطلاق منه، وبعد إشكالات وافق على تطليقي، ولكن أن يكون طلاقي في مقابل أخذ طفلتي، وحدث ما أراد وأخذها وطلقني». مشيرة إلى أنه بعد ذلك تراجع عن طلاقه لها بحجه أنه طلقها مجبوراً أو مكروهاً، وهذا الطلاق لم يقع، وتقول: «عندما لم أخضع لطلبه بالعودة له مجدداً أصبح يرسل لي مقاطع وهو يعذب الطفلة والتي لم يتجاوز عمرها ثلاثة أشهر». وحول لجوئها إلى «تويتر»، أشارت إلى أن أول خطأ أو إشكال وقعت به عند زواجها من طليقها هو عدم وجود تصريح زواج، باعتبار أنها من جنسية عربية وهو سعودي الجنسية. وزادت: «أولى مشكلاتي مع زوجي هو الزواج من دون تصريح، إذا كان أبي رافضاً فكرة الزواج من دون تصريح، فعمل زوجي في ذلك الوقت على تزوير الأوراق التي تم بها الزواج ولم أعلم بحقيقة هذا التزوير إلا قبل فترة»، منوهة إلى أنها لم تجد غير مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال صوتها، خصوصاً أن زواجها من دون ترخيص. وحول نفي الأب أن تكون البنت المعنفة ابنته، قالت: «إنها سترفع قضية ضده تثبت فيها نسب ابنته». بدورها، قالت هيئة حقوق الإنسان والتي تفاعلت مع موضوع الأم والرضيعة المعنفة على الفور في بيان لها (حصلت «الحياة» على نسخة منه): «إن هيئة حقوق الإنسان تؤكد متابعتها لما تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي لمقطع فيديو يظهر فيه شخص يعذب طفلة رضيعة». وأضافت في بيانها أنها اتخذت الإجراءات النظامية بالتنسيق مع وزارة الداخلية ممثلة في الأمن العام لضبط الفاعل واستكمال الإجراءات النظامية بحق الجاني وحفظ حقوق الطفلة. وشددت الهيئة في بيانها على أن ما ظهر خلال مقطع الفيديو المتداول فعل محرم ومجرم وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية والأنظمة، مؤكدة أن الجاني لا يمكن أن يفلت من العقوبة الجزائية الرادعة. من ناحيتها، تواصلت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية مع الأم «ن.ك»، وقال المتحدث باسمها خالد أبا الخيل: «تم الوصول للطفلة المعنفة وتسلمها الزملاء والزميلات في وحدة الحماية في منطقة مكة، وسيتم إخضاعها للكشف الطبي». وطلب أبا الخيل في وقت سابق لأجل وصول فريق الوزارة المعني إلى الطفلة المعنفة من صاحبة الحساب التواصل مع الوزارة، بهدف التأكد من صحة وتفاصيل الحالة، مؤكداً أن الوزارة ستتخذ الإجراءات النظامية إذا ثبت صحة ذلك.