أغلقت أمانة المنطقة الشرقية، مخابز عدة في حاضرة الدمام، بعد رصد مُخالفات فيها، تركزت على عدم التزامها في الاشتراطات الصحية. وجاءت موجة الإغلاقات، التي أعقبتها غرامات مالية على المخالفين، بعد حملات ميدانية، نفذتها فرق تابعة لصحة البيئة في بلديات حاضرة الدمام، ورصدت خلالها جملة من المخالفات الصحية، كان أبرزها استخدام أوانٍ لإعداد فتات السمك في عجن الطحين. وقال الناطق الإعلامي لأمانة الشرقية حسين البلوشي في تصريح إلى «الحياة»: «إن فريق عمل من الإدارة العامة لصحة البيئة، قام أخيراً، بجولات شملت 65 مخبزاً، منها 26 غرب الدمام، و24 في وسطها، و15 في شرقها. وأسفرت تلك الجولات عن توجيه إنذارات إلى أصحاب المخابز المخالفة، ومطالبتهم بضرورة مراجعة البلدية، لدفع الغرامات المترتبة عليهم». وأبان البلوشي، ان «مختصين من صحة البيئة قاموا بالاشتراك مع لجنة مشكلة من جهات حكومية عدة، بجولات تفتيشية على المخابز في المنطقة الشرقية، وسحبوا منها عينات، لإرسالها إلى مختبر الجودة النوعية، للتأكد من خلوها من مادة «برومات البوتاسيوم». وكانت بعض نتائج العينات تشير إلى خلوها من ذلك»، مشيراً إلى عدد حالات التسمم التي تسببت بها المخابز والمطاعم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إذ «أصيب 50 شخصاً في الدمام، وأربعة في كل من الخبر، ورأس تنورة، والظهران. وقد تم اتخاذ الإجراءات في حق تلك المنشآت، والمتمثلة في دفع الغرامات، والإغلاق لمن ثبتت إدانته، وتحديداً من المطاعم». فيما كشفت الإدارة العامة لصحة البيئة في الأمانة، عن تكليف مختصين فيها، بالقيام بحملات على المخابز الآلية والنصف آلية، «للتأكد من التقيد في التراخيص الممنوحة لها، واستيفاء الاشتراطات الصحية والفنية، التي تنص عليها لائحة المخابز، والتأكد أيضاً من التزام أصحاب المخابز بالأوزان المعتمدة، واستيفاء بيانات البطاقات للمنتج». وأوضح صاحب أحد المخابز، أن «الحملات كشفت عن تجاوزات قام بها العمال في المخبز، أثناء تجهيز الأطعمة، وهذا الأمر أوقعنا في حرج مع الجهات المعنية. وأبرز ما تم رصده على مخبزنا هو ان الأواني المستخدمة لخلط الدقيق، هي ذاتها التي تستخدم لتجهيز فتات الأسماك، التي يتم إعادة تصنيع ما انتهت صلاحيته، ولا يصلح إلى الاستهلاك الآدمي، ويتم عمله على شكل أرغفة، لبيعه إلى صيادي الأسماك»، مشيراً إلى أن الأدوات المستخدمة «لا يتم غسلها، وهذا ما كشف عنه فريق ميداني من صحة البيئة». فيما أوضح عامل في أحد المخابز، «صعوبة غسل تلك الأواني، لكبر حجمها، إلا أنها تعتبر ملوثة، لأنها تستخدم لتجهيز أطعمة الأسماك، وهذا الأمر كان مخالفة رئيسة في مخبزنا، علما بأن عدداً من المخابز، تتبع الطريقة ذاتها، لكنها مخفية». وذكر عاملون في المخابز أن ما يحدث في أروقة المخابز وكواليسها أثناء تحضير الخبز، «يفتقد إلى ضوابط معينة تفرض علينا قيوداً للمحافظة على مستوى النظافة العامة». فيما أكد منير العليان، الذي يشرف على مجموعة مخابز، أن «المخالفات تطورت في الفترة الأخيرة، وتركزت حول استخدام الأدوات في صنع الخبز، أي الدقيق والخمائر وغيرها من المقادير التي تتطلب معرفة تامة، حتى لا تعود بالضرر على صحة الإنسان». وقال: «إن الحملات تهدف إلى بث التوعية، ومعاقبة المخالفين»، مؤكداً على ضرورة «مراعاة أدق الأنظمة والاشتراطات، خوفاً من الإغلاق، الذي قد يتسبب لصاحب المخبز في خسائر أكبر من تلك التي كانت ستترتب عليه نتيجة الالتزام في الأنظمة»، مستدركاً ان «طعام الأسماك يتم إعداده في مكان معزول عن تلك التي يعد فيها ما يستهلكه البشر، لتلافي التلوث وانتقال الأمراض».