نيويورك - أ ف ب - يبدأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جولة آسيوية غداً، قد تطغى عليها الانقسامات الدولية إزاء الدعوات الى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في حصول جرائم محتملة ضد الانسانية في ميانمار. ويتوجه بان الى تايلاند التي تعارض اي تحقيق يتعلق بميانمار، ويحضر قمة هانوي لقادة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) الذين يعتبر ان عليهم اعتماد موقف أكثر تشدداً حيال المجلس العسكري الحاكم في ميانمار، ثم يتوجه الى الصين، الحليف الرئيس لحكام ميانمار. والجولة التي ستقوده أيضاً الى كمبوديا، تأتي قبل اقل من اسبوعين من اول انتخابات تنظمها ميانمار منذ عقدين. وتُعتبر الولاياتالمتحدة والدول الاوروبية، أبرز جهات مؤيدة للتحقيق الذي اقترحه توماس اوجيا كوينتانا مقرر الاممالمتحدة الخاص حول حقوق الانسان في ميانمار، والذي وجّه دعوة أخيرة من المنظمة الدولية الاسبوع الماضي من اجل الإفراج عن زعيمة المعارضة اونغ سان سو تشي قبل انتخابات 7 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وشدد كوينتانا في آخر تقرير رفعه الى الاممالمتحدة، على حصول اعمال تعذيب حتى الموت في سجون ميانمار، وأعمال قتل عشوائي ينفذها الجيش في مناطق خاضعة لسيطرة المتمردين. وشدد على ان اي لجنة تحقيق «يجب ألا تُعتبر وسيلة لمعاقبة حكومة ميانمار، بل أداة محتملة لمساعدتها على معالجة مسألة الافلات من العقاب». وقال ديبلوماسيون ان تايلاند والصين والهند أبدت معارضتها تشكيل لجنة تحقيق في جرائم حرب وجرائم محتملة ضد الانسانية في ميانمار، خلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة الاسبوع الماضي. وأشار ديفيد ماتييسون، وهو باحث بارز في شؤون ميانمار في منظمة «هيومن رايتس ووتش» المدافعة عن حقوق الانسان، الى ان معظم الدول المجاورة لميانمار تعتبر ان اي لجنة تحقيق ستكون «مزعزعة للاستقرار»، فيما وصفت الصين الاقتراح بأنه «خطر» و «مدمر». وأعرب بان في الاسابيع الماضية، عن «استياء» متزايد إزاء المجلس العسكري الحاكم في ميانمار، ودعا «آسيان» الى اتخاذ موقف اكثر تشدداً مع ميانمار، او المجازفة بتشويه صورة الديموقراطية لديها. وقال ديبلوماسي آسيوي في الاممالمتحدة ان «الدول المجاورة قد تكون محرجة، لكنها لن تغير» سياستها. ويختتم بان جولته في الصين التي تُعتبر المحطة الاصعب، وحيث سيناقش وضع ميانمار وحقوق الانسان في الصين والبرنامج النووي الكوري الشمالي. وأشار ماتييسون الى ان الصين تريد حماية مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية في ميانمار، مثل خطي أنابيب ضخمين للطاقة، لافتاً الى انها تعتبر أن «الجيش هو الرهان الافضل لإبقاء البلاد موحدة». وأضاف ان الصين ودولاً اخرى في جنوب شرقي آسيا «تتطلع على الارجح الى انتهاء العملية (الانتخابية)، كي يمكنها المضي قدماً»، محذراً من ان عدم التحرك «سيعطي على الارجح المجلس العسكري الحاكم ثقة اكبر لقمع السكان، اذا اعتبر ذلك ضرورياً».