مونديال كرة القدم «نيو لوك» بدءاً من نسخة 2026، بطولة ب «حمولة زائدة» من أجل عائدات أكبر، تسعد كثراً لتثبت أن «اللعبة الشعبية الأولى» متاحة للجميع ومن حقه أن يحلم ببلوغ نهائياتها، لكن الحذر واجب خشية أن تؤدّي السمنة المفرطة إلى أمراض مزمنة. (للمزيد) أمس، وافق الاتحاد الدولي للعبة «فيفا» على زيادة عدد المنتخبات في كأس العالم من 32 الى 48 توزّع على 16 مجموعة من ثلاثة منتخبات وتبرمج مبارياتها على طريقة جدولين متقابلين كما هو معتمد في الدورات الكبرى للتنس، مؤيّداً اقتراحاً لرئيسه جاني إنفانتينو يؤمّن زيادة الاهتمام باللعبة ورفع العائدات المالية. وهي الزيادة الخامسة منذ إطلاق المونديال عام 1930. وأقر مجلس الاتحاد (التسمية الجديدة للجنة التنفيذية) في زوريخ بالإجماع الاقتراح الذي تباينت الآراء حوله، بين مؤيّدين لتوسعة قاعدة المشاركة في البطولة العالمية الأبرز، ومنتقدين يخشون تراجع مستواها. ولن تتعدّى مدة البطولة الأيام ال32 المعتمدة حالياً وإن زادت المباريات التي ستجرى على 12 ملعباً من 64 إلى 80 مباراة، بحيث تنظّم 4 مباريات يومياً في المرحلة الأولى. وسيبقى عدد اللقاءات التي يخوضها المنتخب الفائز باللقب كما هو حالياً، أي 7 مباريات. لكن زيادة النفقات التنظيمية ستعوّض بمداخيل إضافية مقدّرة ب640 مليون دولار، وهو العنصر الرئيس الذي أغرى به إنفانتينو عائلة اللعبة، مفسحاً المجال أيضاً أمام احتمال تنظيم مشترك قد يتخطّى بلدين، وصيغة جديدة للتصفيات تعزز التسويق من خلال طرح فكرة دمج تصفيات القارة الأميركية (بلدان أميركا الجنوبية وال «كونكاكاف») على سبيل المثال. وعلى صعيد الحصص، سيرتفع عدد مقاعد أوروبا من 13 إلى 16 مقعداً وأفريقيا من 5 إلى 9 مقاعد، وبالتالي فإن «القارة العجوز» التي تستحوذ حالياً على 40 من مقاعد النهائيات، ستكون أكبر الخاسرين (33 في المئة). ودفع إنفانتينو في شكل كبير خلال الفترة الماضية في اتجاه الاقتراح «الفضفاض»، مشدداً على أنه سيؤدّي إلى زيادة الاهتمام العالمي باللعبة، وإتاحة فرصة المشاركة لمنتخبات لا تنال هذه الإمكانية دورياً. وكان جنّد «لوبي» داعماً تشكّل من نجوم سابقين وشخصيات إدارية أمثال الأرجنتيني دييغو مارادونا، الذي اعتبر أن الفكرة «رائعة»، والفرنسي مارسيل دوسايي الذي لخّص الخطوة الواعدة بمزيج من الفائدة الرياضية والأعمال يدفع بشغف نحو الاستثمار أكثر في كرة القدم وتوسيع آفاقها وتطويرها، كاشفاً أن الفكرة بدأت بالتبلور خلال مؤتمر ال «فيفا» في المكسيك العام الماضي، حيث استمزجت آراء كثر من المدربين، منهم مدرّب مانشستر يونايتد جوزيه مورينيو (مؤيّد) ولاعبين وخبراء، سعياً إلى تعزيز دينامية اللعبة في أماكن جديدة مثل الهند والصين، ضارباً مثلاً بنجاح بطولة أوروبا الأخيرة في فرنسا التي جمعت نهائياتها للمرة الأولى 24 منتخباً. وكانت منتخبات الإرلندتين وإيسلندا وويلز (التي توصف بأنها بلدان صغيرة ومتواضعة كروياً) «فاكهة» البطولة. إلا أن لائحة المعارضين كبيرة كذلك، خشية من أثر سلبي على النوعية. ويحمل لواء الرفض رئيس الاتحاد الأوروبي السلوفيني ألكسندر تشيفيرين الذي اعتبر أن الصيغة القائمة مثالية، ورئيس رابطة الأندية الأوروبية رئيس مجلس إدارة بايرن ميونيخ كارل هاينس رومينيغه، لأن «ما تقرر يرجّح المصالح السياسية والمالية على حساب الرياضة»، علماً أن رئيس الاتحاد الفرنسي نويل لوغراييه ورئيسي ناديي ريال مدريد وبرشلونة فلورنتينو بيريز وجوسيب بارتوميو، يؤيدون «كل ما هو جيد لكرة القدم» خصوصاً أنه لا يجوز النظر من «نافذتنا» فقط. لكن رومينيغه انتقد التسرّع في إقرار هذا التعديل، «إذ كان لدينا متسع من الوقت للجلوس والتفكير والمناقشة بعمق الطرحَ الأنسب وتبعاته». وعموماً، يخشى مراقبون أن يسهّل برنامج المباريات «تعليب النتائج» في المجموعات المؤلّفة من 3 منتخبات، وفترات الراحة الطويلة غير المتكافئة الفاصلة بين اللقاءات. وتُطرح في هذا الإطار فكرة اعتماد ركلات الترجيح لتفادي التعادل في المباراة ضمن كل مجموعة.