عقب إقصاء الهلال والشباب من دوري أبطال آسيا لكرة القدم، عاد الحديث عن تأجيل مبارياتهما في الدوري المحلي وتأثيره على إقصاء الفريقين، بل ان البعض ألقى باللائمة على الاتحاد السعودي للعبة بداعي أنه أسهم في خسارة الفريقين، حين وافقهما في الاسراف بتأجيل المباريات، والحقيقة أن اتحاد الكرة نفد بجلده من مقصلة النقد حين منح الهلال والشباب ما طلباه، على اعتبار أن عدم الموافقة على تأجيل المباريات سيكون في نظر الغالبية بمثابة السبب الرئيسي في خروج الفريقين من البطولة القارية، ومع الأسف لم يحسن مسؤولو الناديين التعامل مع المباراة الحاسمة كما يجب، ولم يكن أمام الاتحاد السعودي إلا مسايرة الفريقين بتلبية ما يطلبانه من دون أن يكون له رأي يوازي ما يتحدث عنه مسؤولوه من استراتيجيات وخطط وبرامج، فأصبحت الأندية هي من يقود الاتحاد وليس العكس!! لاعبو الفريقين مع الأسف عانوا ضغطاً نال من معنوياتهم، وخصوصاً لاعبي الهلال الذين ذهبوا ضحية ضغوطات إدارية واعلامية وجماهيرية بطريقة لم يسبق لها مثيل، فإدارة النادي لا حديث لها إلا عن البطولة الآسيوية حتى أصبحنا نعتقد أن الهلال أسس في الخمسينات من أجل أن يحقق البطولة الآسيوية في 2010 ثم يغلق أبوابه!!، وخلال ال 15 يوماً سبقت مباراة الفريق أمام ذوب آهن، تسابق مسؤولو الهلال في الظهور الإعلامي للحديث عن «أم المعارك» وضرورة العبور إلى الضفة الأخرى، فضلاً عن ما كان يقال للاعبين خلال التدريبات عن أهمية المباراة في تاريخ النادي العاصمي، ومع الأسف الإعلام المتعاطف مع الهلال تحديداً بالغ في أهمية المباراة واستحدث طرقاً مبتكرة لتعبئة الجماهير من أجل مساندة الهلال، مع أن الأمر لم يكن يستحق هذه التعبئة على اعتبار أن الملعب سيمتلئ عن بكرة أبيه كالعادة من دون الحاجة إلى تخصيص أيام متواصلة للحديث عن المباراة وحساب عدد «الباصات» التي ستنقل الجماهير إلى أرض المعركة وعدد التذاكر المباعة، خصوصاً أن الهلال لم يفتقد إلى أنصاره طوال مباريات البطولة ولم يكن في حاجة إلى تعبئة جماهيرية كما حدث قبل مباراة ذوب آهن، ولعل الأدهى والأمر أن عدم المشاركة في هذه الحملة الاعلامية كان برأي البعض يمثل قدحاً في الوطنية وعدم شعور بالمسؤولية، ما جعل الأراء التي حذرت من الشحن الزائد تتوارى أمام ذلك المد. تمنينا لو أن الأمور سارت على طبيعتها قبل مباراتي الدور نصف النهائي، لأن تجاربنا السابقة تبرهن أن توتر الاداريين والتهويل الاعلامي والضغط الجماهيري لم تأت يوماً بفائدة للمنتخب والأندية، بدليل أن انجازاتنا السابقة جاءت في أجواء بعيدة عن استحداث الضغط والمبالغة في التعامل مع المهمة. عموماً ذهبت أحلامنا أدراج الرياح وبقيت أثار تجربة يجب الاستفادة منها مستقبلاً في عدم المبالغة في شحن اللاعبين والجماهير، على اعتبار أن اللاعب السعودي في السنوات الأخيرة بات لاعباً لا يجيد اللعب تحت تأثير الضغط وهذه حقيقة يجب أن ندركها قبل أن نخطط لدعم منتخباتنا وانديتنا بحملات إعلامية غير مدروسة. [email protected]