شكلت المواقف التي أطلقها رئيس الحكومة السورية محمد ناجي عطري عبر حديث صحافي نشر أمس، وانتقد فيها «قوى 14 آذار» اللبنانية التي وصفها بأنها «هيكل كرتوني»، محور ردود فعل من هذه القوى. واعتبر وزير التربية والتعليم العالي حسن منيمنة أن «بناء العلاقات بين دولتين وطرفين يبدأ بترسيخ عناصر الثقة، وتصريحات كهذه تزعزع الثقة بين البلدين وتؤثر سلباً في مسار بناء العلاقات الجديدة وكأنه يقول إننا عائدون الى الوضع الذي كان سائداً قبل عام 2005 بالسياسات والسلوكيات نفسها، وهذا ما لا نتمناه». جعجع وذكر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع رئيس الحكومة السورية ب «أن هذه الهياكل الكرتونية هي التي أسقطت نظام الوصاية السورية في لبنان في عام 2005 على رأسه، وأدّت الى خروجه من لبنان». وقال لوكالة «الأنباء المركزية»: «يبدو أن عطري لم يتنبّه فعلاً الى ما قاله، وتالياً ليس في مصلحته أبداً أن تكون 14 آذار هياكل كرتونية»، متسائلاً: «إذا كانت كذلك فعلاً فكيف سيكون حال نظام الوصاية الذي أسقطته؟». وأضاف: «أما حديثه عن العلاقات الثنائية من دولة الى دولة فكل ما شاهدناه في الأشهر الثمانية الأخيرة على رغم الجهود التي بذلها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري يبين عكس ذلك، اجتماعات سورية معهما يبدو انها اجتماعات «شاي وتسلية»، فيما الاجتماعات الجدية للإخوان السوريين تعقد مع جماعاتهم في لبنان ومع فرقاء لبنانيين آخرين، حيث يمضون ساعات وساعات معهم والكلام الجدي يكون خلال هذه الاجتماعات وليس خلال الاجتماعات الرسمية، من هنا نرى أن حلفاءهم يعودون من دمشق كما حصل أخيراً مع المؤتمر الصحافي الشهير للواء المتقاعد جميل السيد ويدلون بالمواقف الحقيقية». وعن قول عطري إن هم سورية هو أمن لبنان وصحة العلاقة بين الدولتين، قال جعجع: «نرى أن خطوات بسيطة مطروحة منذ سنوات وهي في متناول القيادة السورية لكن يا للآسف لا تتم، مثل موضوع المعتقلين والمفقودين في السجون السورية والمعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات وقرارها في يد الإخوان في سورية، الى ما هنالك من ملفات. فآسف لتصريح عطري وأتمنى أن يكون أدق في وصفه للأمور». وأدرج جعجع الحملة السورية على قوى 14 آذار «في سياق الحملة على رئيس الحكومة سعد الحريري»، مؤكداً أن مذكرات التوقيف السورية «ماتت قبل أن تولد وأن الذين طاولتهم سيردون عليها في القانون. وشدد وزير العمل بطرس حرب بعد لقائه رئيس الحكومة سعد الحريري على «أننا لبنانياً، مصممون على علاقات ممتازة ومتساوية وندية مع سورية، فيها الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال ولحرية الشعوب في تقرير مصيرها، فلا نتدخل بشؤون بعضنا بعضاً الداخلية، وفيها التصميم على أن تكون هذه العلاقات جدية. نحن نبذل كل الجهود في هذا الاتجاه، إنما ما يستدعي الاستغراب في الحقيقة أننا نخطو خطوات إلى الأمام ولا نجد أن سورية تخطو الخطوات ذاتها، بل نرى مواقف تكون مشجعة في بعض الأحيان وصادمة في أحيان أخرى. وأعتقد أن التصريح الذي صدر بالأمس عن رئيس الوزراء السوري لا يخدم التوجه اللبناني الذي يجب أن يلاقيه توجه سوري في تحسين العلاقات اللبنانية السورية وإعادة بنائها على أسس سليمة، لكي لا نعود إلى ما كنا عليه في الماضي والشكوى والممارسات السيئة التي كانت تحصل». «تيار المستقبل» وأصدر «تيار المستقبل» بياناً جاء فيه: «نقلت صحيفة «الرأي» الكويتية عن رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري وصفه حركة 14 آذار بأنها هيكل كرتوني. إن تيار المستقبل يأسف أن يصدر عن رئيس وزراء دولة شقيقة مثل هذا الكلام غير المناسب بحق حركة سياسية شعبية يعتبر تيار المستقبل نفسه جزءاً لا يتجزأ منها، خصوصاً أنه يشكل تدخلاً في شؤون لبنان الداخلية». واستغرب عضو تكتل «لبنان أولاً» النيابي عقاب صقر «الكلام المؤسف والمعيب» الذي أدلى به عطري، مشيراً إلى أنه «كلام يخالف أدنى أدبيات التخاطب السياسي والاعتبارات الديبلوماسية التي يفترض أن تحكم خطاب رئيس حكومة سورية تجاه قوى سياسية أساسية وشريحة كبيرة من اللبنانيين». وقال صقر لموقع «ناو ليبانون» أنّ «هذا الكلام جزء لا يتجزأ من عملية التقويض الممنهج للانطلاقة الجديدة للعلاقة اللبنانية – السورية». وسأل صقر: «كيف يقنعنا عطري بأنه يترجم حرص الرئيس بشار الأسد على الوقوف على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين واحترام كل فرد لبناني بحسب ما أكد في تصريحه الصحافي، في حين أنه هاجم في التصريح نفسه جزءاً كبيراً من الشعب اللبناني». منسق 14 آذار ودعا منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» فارس سعيد رئيس الحكومة السورية الى «التراجع فوراً عن وصفه قوى 14 آذار بالهياكل الكرتونية»، مؤكداً «أن الأمر في حاجة الى توضيح مع السفير السوري في لبنان وبين القيادتين اللبنانية والسورية». وأكد أن كلامه «مردود لأصحابه لأنه لا يؤسس لأية علاقات طبيعية بيننا وبين السوريين، إذ لا يليق في رئيس حكومة سورية أن يصف مليون ونصف مليون لبناني بأنهم «قصقص ورق» و «كرتون». وشدد سعيد في حديث إلى موقع «القوات اللبنانية» الإلكتروني على قيام علاقات طبيعية مع سورية»، لكنه اعتبر أن المشكلة «ليست في مذكرات التوقيف بل في استمرار التعاطي السوري مع لبنان وكأن هناك جيوشاً سورية موجودة فيه وقادرة على أن تحكم هذا البلد». ولفت الى أن الرئيس الإيراني «أتى ليقول لسورية ولكل النظام العربي: أنتم تأتون في المرتبة الخلفية بعد تثبيت نفوذي أنا في لبنان، وهو من يمتلك السلاح في لبنان ويخاطب الخارج من على أرضه وبالتالي النفوذ السوري في لبنان يصبح كرتونياً أمام النفوذ الإيراني».