أكد تجار رز سعوديون أن السوق السعودية تشهد استقراراً في أسعار السلعة، مؤكدين أن محصول تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل سيحدد اتجاهات الأسعار في 2011. واتهموا المصدرين الهنود بالمضاربة على الأسعار ما يرفعها إلى أرقام غير مبررة لا تعكس حقيقة السوق. وأوضحوا أن مزارع الرز من النوع الذي يقبل عليه الخليجيون، لم تتأثر بالفيضانات التي اجتاحت مناطق في باكستان والهند. وأشاروا إلى أن المزارع المتضررة تقتصر على النوعيات المتدنية التي لا يشتريها عادة تجار الخليج. وأكدوا أن ثمة مخاوف لا تزال موجودة من تأثيرات أخرى مثل انخفاض الدولار، وزيادة الطلب على الرز، مما يمكن أن يؤثر في الأسعار قريباً. وحافظت أسعار الرز على تماسكها في الأسواق السعودية، على رغم التنافس الشرس بين المستوردين بمختلف مستوياتهم من كبار ومتوسطي الحجم وصغار. وقادهم التنافس إلى إجراء عروض في الأسعار تفاوتت بين 10 و20 في المئة بحسب نوعية الرز، وهي عروض انطلقت بعد بداية عام 2010، في وقت رجح التجار أن تبقى الأسعار على هذا المنوال حتى الربع الأول من السنة المقبلة. وقال تجار ل «الحياة» إن التخفيضات التي شهدتها الأسعار تجري تحت ضغوط السوق المحلية بالدرجة الأولى، وتُترجم من خلال عروض، وأشاروا إلى أن التجار السعوديين عانوا خلال السنة من ثبات في مبيعاتهم، خصوصاً بالنسبة إلى الأنواع المصنفة من الدرجة الأولى مثل البسمتي الهندي والباكستاني بمختلف أنواعه، مؤكدين أن لدى السعودية مخزوناً كبيراً «يُطمأَن له» للمحافظة على سعر شبه ثابت حتى نهاية النصف الأول من 2011. وتوقع خالد المحروس، وهو تاجر رز، ألا تؤثر الفيضانات في أسعار الرز، لكنه أشار إلى أن انخفاض الدولار في الفترة الأخيرة رفع قليلاً الأسعار في الهند، مؤكداً أن المؤشرات تدل على موسم هادئ لدى الهند، ما يعني اطمئناناً لدى التجار لا يدفعهم إلى «حمى شراء أو تنافس» ترفع الأسعار. وأضاف إن الأسعار حتى نهاية عام 2010 يبدو أنها ستكون ثابتة، وستتحدد في الفترة السابقة لنهاية العام التوقعات لعام 2011. وأوضح التاجر محمد الشعلان أن تأثير الفيضانات في الهند وباكستان محدود جداً، وأن المتضرر من مزارع الرز في باكستان المنحصر في منطقة السند نحو 20 إلى 30 في المئة فقط وليس فيها مزارع للرز البسمتي. وأشار التاجر إبراهيم الفرج إلى أن الأسواق العالمية ليست متشائمة في شأن إنتاج الرز عام 2010، وتتوقع أن يكون مماثلاً لعام 2009 لجهة وفرة المعروض في الدول الرئيسة المصدرة مثل الهند وباكستان وتايلاند. يذكر أن المملكة تستورد من الهند كميات كبيرة من الرز، تتراوح بين مليون و1.3 مليون طن سنوياً، منها 700 ألف طن من نوع البسمتي فقط، فيما يقل ما تستورده من باكستان عن ذلك بكثير.