تتجه أنظار الشارع الرياضي السعودي مساء اليوم صوب إستاد الملك فهد الدولي في الرياض، إذ يقام هناك «دربي العاصمة» بين الهلال والنصر في مباراة مؤجلة من الجولة ال 10 من دوري زين السعودي، فمواجهات الفريقين لا تعترف بأي اعتبارات تسبق أول صافرة ولا تخضع لأي مقاييس عطفاً على التنافس الذي يجمعهما، ودائماً ما تكون المواجهة ذات نكهة وطابع مختلف يستمتع به الشارع الرياضي لما تحمل في طياتها الشيء الكثير من فنون اللعبة إلى جانب غياب الألعاب الخشنة المتعمدة والتفرغ للبحث عن كيفية الوصول إلى الشباك. الكثافة الجماهيرية أحد السمات البارزة ل «دربي» العاصمة والتي تعطي المباراة رونقاً خاصاً لا يظهر إلا عندما يلتقي الهلال والنصر، والتحديات تشتعل الإثارة والندية باكراً قبل المواجهة الميدانية بعدة أيام، وان كانت التصاريح الرنانة بين مسؤولي الناديين اختفت في السنوات الأخيرة، وباتت محصورة إلى ما بعد صافرة النهاية. المدربان اتفقا على فرض السرية على التدريبات الأخيرة سعياً إلى إخفاء المخططات الفنية والعناصر الأساسية، إلى جانب ابعاد اللاعبين عن الضغوط النفسية، وغالباً ما يكون للجهاز الإداري دور كبير في اعداد اللاعبين نفسياً، إذ يرى البعض أن ذلك أهم من الشق الفني في المباريات التنافسية على وجه الخصوص، كما أن الوعود بالمكافآت تنهال على اللاعبين لما للفوز من أهمية كبيرة لدى عشاق الفريقين تتجاوز الحصول على الثلاث نقاط بمراحل كبيرة. الهلال يدخل المواجهة وهو مثقل بالجراح بعد الخروج المر من نصف نهائي دوري أبطال آسيا وباتت ظروفه صعبة للغاية جراء إعلان رئيسه الاستقالة من منصبه وتأكيد رحيل مدربه البلجيكي غيريتس كما أن الشكوك تحوم حول مدى استمرارية بعض محترفيه الأجانب، ما جعل بعض أعضاء الشرف يتواجدون في النادي سعياً لاحتواء الأزمة التي يعاني منها الفريق في الآونة الأخيرة، ومن الصعب التوقع للتشكيل الذي سيمثل الفريق في مباراة الليلة، ومن المنتظر أن يغربل المدرب القائمة ويستعين ببعض عناصر دكة الاحتياط عوضاً عن غير القادرين على القيام بواجباتهم على أكمل وجه، وقد تطال التعديلات كبار نجوم الفريق الأزرق بعد المستوى الهزيل في مباراة ذوب أهن الإيراني الأربعاء الماضي. وفي المقابل تختلف ظروف النصر تماماً، إذ يدخل الفريق بمعنويات مرتفعة للغاية بعد أن استعاد نغمة الانتصارات في الجولة السابقة على حساب الأهلي ويتطلع إلى خطف وصافة الترتيب من جديد، ويدرك مدربه الإيطالي زينغا مدى أهمية تحقيق الفوز على المنافس التقليدي في مثل هذا التوقيت للانطلاق نحو العودة إلى المزاحمة على صدارة الترتيب، والخطوط الصفراء تبدو مكتملة وجاهزة تماماً بعد تماثل الثنائي محمد السهلاوي وعبدالرحمن القحطاني للشفاء ما يمنح المدرب فرصة وضع التكتيك المناسب. لن يتردد الإيطالي زينغا في التخلي عن القيود الدفاعية بحثاً عن هدف باكر يبعثر أوراق خصمه، ولدية أسماء قادرة على الوصول إلى مبتغاه بوجود المهاجمين سعد الحارثي ومحمد السهلاوي ومن خلفهما صانع اللعب الحقيقي الأرجنتيني فيغاروا وكذلك رزافان، ويمتاز النصر بإجادة السيطرة على مناطق المناورة من خلال الكثافة العديد والجدية في التعامل مع الكرات في أرجاء الملعب كافة إلى جانب الحماسة والقتالية على مدار الشوطين. المواجهة في غاية الأهمية في حسابات الطرفين، فالهلال يبحث عن تضميد جراحه والنهوض مجدداً ومصالحة جماهيره الغاضبة بعد ضياع الحلم الآسيوي، والنصر يسعى جاهداً إلى استثمار ظروف منافسه وخطف ثلاث نقاط ستكون ثمينة جداً في رصيده النقاطي وتجعله يستعيد الوصافة، والأهم من ذلك أن الجماهير الرياضية بمختلف ميولها ستكون على موعد مع مواجهة مثيرة جداً ولن تخلو من الأهداف على الإطلاق.