أصدر المركز القومي للترجمة في القاهرة الطبعة العربية من كتاب «الحركة الماركسية في مصر 1967-1981» تأليف ومراجعة جينارو جيرفازيو، وترجمة بسمة محمد عبدالرحمن وكارميني كارتو لانو. لا يدعي الكاتب أن كتابه يقدم رؤية نهائية لتاريخ اليسار المصري في الأعوام الممتدة من نهاية الستينات إلى بداية الثمانينات، وإنما هي «محاولة لفتح مساحة للجدل بعد مرور ثلاثين عامًا على انتهاء التجربة التي يتناولها البحث». ويطرح استنتاجاته كمحاولة لفتح باب الجدل، وإدخال «التاريخ الخاص» بالحركة الماركسية ضمن التطور التاريخي للمجتمع المصري في تلك الفترة. من ثورة يوليو يدخل جيرفازيو إلى الموضوع، ويمر سريعًا على العهد الذي تعد النكسة هي نهايته « نهاية الحقبة الناصرية» والخط الفاصل للنظام الثوري. فيعيد تفسير تاريخ المجتمع المصري من 1968 الى 1981، ثم يطرح سؤالًا مبدئيًا وهو : لماذا اختفت الحركة الماركسية، وهي التي كان لها زمن طويل في الحياة السياسية المصرية، في أقل من عشرة أعوام؟ يتعرض الكاتب في الفصل الثالث لتاريخ الحركة الماركسية أثناء الفترة الناصرية، إذ لا يمكن فصل تاريخ الحركة في السبعينات عما قبلها، فهي مرتبطة بشكل كبير من حيث أعضائها ونظرياتها واستراتيجيتها بالفترة السابقة. وكان العام 1965 هو الحد الفاصل والفعلي للدراسات حول الماركسية المصرية؛ وقرر «الكيانان الماركسيان» الحزب الشيوعي المصري» و«الحركة الديموقراطية للتحرر الوطني: حدتو» حل ذاتيها، والانضمام إلى الاتحاد الاشتراكي، التنظيم الناصري الوحيد رسميًا. وينتقد الكتاب ماحدث في فترة حكم السادات؛ عندما قاد المثقفون تطوير الحركة الماركسية في مصر، وكان الباحثون حينذاك ينقلون وجهة نظر السلطة تمامًا، وبدا جليًا أن هذه الحركات اليسارية والليبرالية - التي أصبحت هامشية بعد كل ما تعرضت له - ليس لديها رؤى بديلة للسلطة معدة جيدًا، خصوصًا في حالة اليسار الماركسي. ويبرر جينارو تخصيصه مساحة هامشية تناول فيها الحركات الإسلامية في نهاية كتابه بأن المثقفين الماركسيين أنفسهم كانوا قليلي الاهتمام بظاهرة النشاط الإسلامي، حتى بدأت تلك الظاهرة تعلن عن نفسها بقوة وبأكثر من طريقة، سواء في مصر أو في بلدان أخرى. ويطرح الفصل الرابع المخصص للماركسية في حقبة « الثورة المضادة» وهو الجزء الذي يقدم النتائج التجريبية للبحث الذي اعتمد في بنائه على طريقة الفلاش باك بين فصله الأول والرابع، في طريقة تسمح بتركيز الانتباه على الحركة الماركسية.