جوليان اسانج الذي كشف موقعه ويكيليكس وثائق سرية حول الحرب في العراق، يسلط الاضواء على الفضائح المخفية في العالم لكنه شخصية غامضة وبارعة في احاطة نفسها بالسرية. (* شارك في الاستطلاع على موقع دار الحياة، يسار أسفل). واسانج مؤسس ويكيليكس المتخصص بتسريب وثائق سرية، استرالي في التاسعة والثلاثيتن من عمره، يجمع معلومات من العراق الى كينيا مرورا بايسلندا والحرب في افغانستان. وقال مؤسس ويكليكس في آب/اغسطس الماضي: "نريد تحقيق ثلاثة امور: تحرير الصحافة وكشف التجاوزات وانقاذ الوثائق التي تصنع التاريخ". وبنشره 77 الف وثيقة عسكرية سرية حول افغانستان في 23 تموز/يوليو اثار زوبعة اعلامية وسيلا من الانتقادات خصوصا من وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) التي تتهمه باللامسؤولية وبتعريض حياة مدنيين وعسكريين للخطر. وفي نهاية ايلول/سبتمبر، دافع عن نفسه قائلا ان "هدفنا ليس التجريح بابرياء (...) بل العكس تماما". واصبح اسانج الرجل الذي يخيف وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) الاميركية، صائد التجاوزات ورسول الشفافية.. لكنه يبقي لغزا يرفض -- لاسباب عديدة منها الاحتراز -- البوح بتاريخ ولادته بدقة. وقال "نواجه منظمات لا تخضع لاي قوانين. نحن امام وكالات استخبارات". وبعد ايام من هذه المقابلة اتهم جوليان اسانج في قضية اغتصاب في السويد. لكنه نفى تورطه نفيا قاطعا وتحدث عن "قضية مفتعلة". ولد اسانج في 1971 -- يرفض ان يذكر اي تفاصيل -- في مانييتيك ايلند شمال شرق استراليا. وقد امضى طفولته متنقلا مما ادى الى دخوله 37 مدرسة، كما روى لوسائل اعلام استرالية. وامضى سن المراهقة في ملبورن حين اكتشف موهبته في القرصنة المعلوماتية. وضبطته الشرطة لكنه تمكن من الافلات باعترافه بذنبه ودفع غرامة وبقسم بانه سيحسن السلوك. ويضيف "اصبحت بعد ذلك مستشارا امنيا واسست احدى شركاتي الاولى للخدمات المعلوماتية في استراليا. وكنت مستشارا في التكنولوجيا وباحثا في الصحافة وشاركت في تأليف كتاب". واسس موقع ويكيليس في 2006 مع "حوالى عشرة اشخاص اخرين جاءوا من وسط حقوق الانسان ووسائل الاعلام والتكنولوجيا العالية"، على حد تعبيره. ويزن هذا الرجل الممشوق القامة والمهذب وصاحب الابتسامة الساخرة، كل كلمة يتفوه بها ويتمهل قبل الاجابة ما يجعل خطابه واضحا شفافا ومتقن جدا. ويصعب معرفة اي شيء عن تنقلاته فهو يرفض القول من اين اتى والى اين يذهب، وينتقل من عاصمة الى اخرى ويسكن لدى انصار او اصدقاء لاصدقاء. ومنذ نشر وثائق سرية عن افغانستان احاط نفسه بسرية تامة. وتعد ايسلندا والسويد حيث يحظى بدعم وبتشريعات مواتية محطتين مفضلتين في رحلته الدائمة في العالم، من لندن الى نيروبي ومن هولندا الى كاليفورنيا. الا ان السويد رفضت منحه تصريحا بالاقامة هذا الاسبوع.