دعى رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما اليوم (الأحد) حزب «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحاكم إلى وضع حد للخلافات الداخلية بين أعضائه والتركيز على استعادة دعم الشعب. وكان عدد من أبرز أعضاء الحزب الحاكم دعوا زوما إلى الاستقالة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بعد الضرر الذي ألحقته فضائح فساد بصورة الحزب وأسوأ أداء انتخابي له في آب (أغسطس) الماضي. واتُّهم زوما بالتكبر وعدم الاعتراف بتراجع شعبية حزبه بعد إطلاقه تصريحات مفادها أن «الله يدعم حزبه وأنه سيحكم إلى أن يبعث يسوع حياً». وفي احتفال الذكرى ال 105 لتأسيس الحزب في ستاد أورلاندو في جوهانسبرغ، اتبع زوما (74 سنة) نبرة أكثر تواضعاً في خطابه. وقال أمام آلاف المؤيدين الذين ارتدوا لوني علم الحزب الأصفر والأخضر: «قال لنا شعبنا إننا انشغلنا أكثر مما يلزم بالاقتتال الداخلي وأننا لا نعير انتباها كافياً لحاجاتهم». وأضاف أنه «علينا منح شعبنا الأمل وأن نتحد ضد أعدائنا المشتركين، وهم البطالة والفقر وعدم المساواة، وليس ضد بعضنا البعض». وساهم تزايد الخلافات في احتدام النقاش داخل الحزب الحاكم في شأن خليفة زوما، والذي سينتخبه المؤتمر العام للحزب في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وسيتولى على الأرجح الرئاسة بعد انتخابات العام 2019، نظراً لهيمنة الحزب على القاعدة الانتخابية. وأشار زوما خلال خطابه إلى انتخاب قيادة جديدة للحزب في كانون الأول المقبل، ملمحاً إلى أنه سيتنحى حينذاك. وينص الدستور في جنوب أفريقيا على أن يتنحى زوما عن منصبه بعد انتهاء ولايتيه اللتين امتدتا عشر سنوات في 2019.