لطالما يعتقد الكثيرون أن الأنف تقتصر وظائفها على التنفس لتجنب الاختناق والشم للتعرف على الأشياء، إلا أن ما يجهله البعض أنها تنسق النشاط الكهربائي في مناطق عدة من الدماغ، بالتالي له تأثير كبير على وظيفة العقل. واكتشف المشرفون على الدراسة أن التزامن في موجات الدماغ يكون قوياً بشكل خاص في حالة الشهيق على عكس الزفير، وعند التنفس عبر الأنف بدلًا من الفم، وفق ما جاء في دورية «جورنال أوف بيرو ساينس» الأميركية. وأوضح الباحثون أن الدراسة أجريت على سبعة مرضى مصابين بالصرع كانوا يملكون شرائح كهربائية مزروعة في أدمغتهم من أجل دراسة نشاطهم العصبي خلال النوبات، وراقبوا موجاتهم الدماغية أثناء تنفسهم. وتوصلوا إلى أن التذبذب الكهربائي عبر الدماغ يحدث بالتزامن مع إيقاع تنفس كل فرد. لوحظ هذا التأثير بشكل خاص في القشرة الكمثرية التي تتصل مع البصلة الشمية، الحصين الذي يعالج الذاكرة واللوزة الدماغية المسؤولة عن تنظيم المشاعر. وعندما طُلب من المشاركين أن يتنفسوا من أفواههم بدلًا من أنوفهم، تلاشى هذا التزامن بشكل كبير. وذكر العلماء أنهم راقبوا معدل التنفس عند 21 متطوعاً خلال مشاركتهم في اختبار إدراك عاطفي، يتضمن مشاهدة سلسلة من صورِ لوجوه وتحديد الغاضبة منها، إلى جانب أنهم طلبوا من 75 شخصاً آخرين إجراء تحد ذاكرة عفوي، إذ عُرض عليهم سلسلتان من الصور تفصل بين كل سلسلة 20 دقيقة، وكان عليهم أن يحددوا أي الصور في المجموعة الثانية ظهرت في المجموعة الأولى. أظهرت النتائج أن المشاركين كانوا أفضل في كلا الإختبارين في حالة الشهيق على عكس الزفير، وعند التنفس من الأنف بدلاً من الفم. يشار إلى أن التجارب التي أُجريت على القوارض في منتصف القرن العشرين، أظهرت أن موجات الدماغ تتزامن بالفعل مع أنماط التنفس، لذلك خمن العلماء أن التنفس عبر الأنف قد يُنشئ رابط مباشر بين جهاز التنفس والبصلة الشمية التي تعالج الشم في الدماغ نفسه.