أكد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل وجود اتصالات مع حركة «فتح» لترتيب موعد جديد للحوار بين الحركتين واستكمال إنجاز المصالحة الفلسطينية. وقال في مؤتمر صحافي عقده بعد لقاء جمعه وقادة الفصائل الفلسطينية مع نائب رئيس جمهورية جنوب أفريقيا خاليما موتلانتي أمس: «إن لقاءنا الذي كان مقرراً الأربعاء الماضي، لم يكن موضوعاً للبحث من جديد انما كان مقرراً ومتفقاً عليه بيننا وبين الأخوة في فتح. لذلك فوجئنا بطلب تغيير المكان. استهجنا ذلك». وأوضح: «كان المطلوب أن يأتي الى سورية وفد فتح وليس رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن)، علماً أن هناك إساءات تتم من (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو لقيادة السلطة، ومع ذلك لا تمنع اللقاءات والمفاوضات بل لم تمنعها (هذه القيادات) من زيارة بيت نتانياهو في القدسالمحتلة». ورداً على سؤال عن فرص تغيير مكان الاجتماع في دمشق، قال مشعل: «من أجل إتمام المصالحة وانطلاقاً من حرصنا على المصالحة، نجري حالياً اتصالات للتوافق على مواعيد وترتيبات جديدة وبديلة نرجو أن نوفق فيها لأن الهدف الذي نسعى من أجله هو إتمام المصالحة وتوحيد الجهد والصف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي». وحمّل أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح الانتفاضة» أبو موسى الولاياتالمتحدة مسؤولية تعطيل اللقاء بعدما لمست إمكان تحقيق المصالحة، وقال: «أنا واثق أنهم لا يريدون المصالحة وأي وحدة وطنية، والأيام المقبلة ستثبت ذلك أمامكم». وعن أرضية المصالحة مع «فتح»، وصف مشعل الوضع بأنه «شائك ومعقد»، وقال إن «هناك حداً أدنى من المصالحة هو إنهاء الانقسام لأن هذا الانقسام تحوّل الى انقسام جغرافي، وشعبنا في غزة والضفة يعاني. حد أدنى أن نلغي الانقسام مع وجود الفوارق السياسية، أما الحد الأعلى فهو التوحد على برنامج سياسي وطني انطلاقاً من وثيقة الوفاق الوطني لعام 2006». ووصف الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتانياهو بأنها «ليست قيادة سلام بل هي قيادة حرب وعدوان»، لافتاً الى «أن تجربة المفاوضات منذ مدريد حتى الآن تدل على أن المفاوضات مع القيادة الإسرائيلية بلا جدوى». وأشار الى أن قادة الفصائل الفلسطينية أوضحوا لموتلانتي أن إسرائيل تحمل أسوأ ما في الاحتلالات في العالم، وهي تمارس العنصرية بأبشع صورها وتمارس أسوأ «هولوكوست» (محرقة) على الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن الأهداف التي تجمع عليها غالبية الشعب والقيادة الفلسطينية في الداخل والخارج هي إنجاز حق تقرير المصير وحق العودة للاجئين والمصالحة وتوحيد الصف الفلسطيني والقيادة الفلسطينية من خلال منظمة التحرير بحيث يتم إصلاحها وتضم جميع القوى الفلسطينية. وأوضح مشعل أن المبادرات الأميركية المتعاقبة، وآخرها مبادرة الرئيس باراك أوباما، «مشكلتها أنها غير واضحة وعباراتها فضفاضة تسمح لإسرائيل بالتهرب والمماطلة ولا تملك قوة ضغط عليها»، مؤكداً أن المخرج يكون هناك بإجبار إسرائيل إما بالمقاومة مع تأييد دولي أو أن تتشكل إرادة دولية تجبر إسرائيل على الانسحاب الى حدود عام 1967. بدوره، أوضح موتلانتي أن دور بلاده هو تقديم الدعم للقضية الفلسطينية وليس دور للبحث عن حلول، وقال: «المهم أن يأخذ الفلسطينيون القرار، ونحن ندعمه».