اتهم زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري في رسالة صوتية بثت على الإنترنت أمس (الخميس) زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أبو بكر البغدادي ب «الكذب» و«الافتراء» على «القاعدة» لتشويه صورتها وعملها «الجهادي»، مؤكداً أن الأولوية في الجهاد يجب أن تكون لضرب أميركا. وقال الظواهري في رسالته وعنوانها «رسالتنا لأمتنا: لغير الله لن نركع» إنها «قامت على المجاهدين، ومنهم جماعة قاعدة الجهاد، حملة تشويه وتخويف وتنفير، وكان ممن شارك في هذه الحملة للأسف كذابو إبراهيم البدري (أبو بكر البغدادي)». وأضاف أن «من يكذب علينا زعم أننا لا نكفر بالطاغوت، ونلهث خلف الأكثرية، ونمدح (الرئيس المصري المعزول) محمد مرسي، ونصفه بأنه أمل الأمة وبطل من أبطالها». ووجه زعيم «القاعدة» «دعوة إلى مجاهدي أمتنا لأن يجعلوا جهاد هبل العصر أميركا وحلفائها أولويتهم المقدمة ما استطاعوا لذلك سبيلاً، مع مراعاة ظروف كل ساحة جهادية بما يحقق مصالح الجهاد». وأكد أن تنظيمه يدعو إلى «إحياء فريضة الجهاد بين الأمة المسلمة لتحرير ديارها من احتلال الكفار الأصليين وعملائهم المرتدين. ورفض كل معاهدة أو اتفاق أو قرار دولي يمنح الكفار حق الاستيلاء على ديار المسلمين. كاستيلاء إسرائيل على فلسطين واستيلاء روسيا على وسط آسيا والقوقاز واستيلاء الهند على كشمير واستيلاء إسبانيا على سبتة ومليلية واستيلاء الصين على تركستان الشرقية». ومنذ مقتل مؤسسه أسامة بن لادن في عملية للقوات الخاصة الأميركية في باكستان في 2011، وجد تنظيم «القاعدة» نفسه مضطراً للتأقلم مع غياب زعيمه وصعود نجم تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي بات يتصدر التهديد «الجهادي» في العالم. وفي حين اقتصر نشاط تنظيم «القاعدة» خلال الأعوام الماضية على هجمات دولية محدودة وتعزيز نفوذه في بعض أرجاء اليمن وسورية، حقق غريمه مكاسب ميدانية واسعة وتبنى هجمات دامية في دول عدة. وشكلت هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في نيويورك وواشنطن المحطة الأبرز في مسار «القاعدة»، إلا أن التنظيم بدأ بالتراجع بعد قتل بن لادن على يد قوات أميركية خاصة في باكستان في الثاني من أيار (مايو) 2011. ويزداد أفول نجم التنظيم مع الصعود التدريجي الثابت لتنظيم «داعش» الذي أقام «دولة الخلافة» في مناطق سيطرته في سورية والعراق في حزيران (يونيو) 2014، ونصب زعيمه أبو بكر البغدادي «أميراً للمؤمنين».