تعانق الأودية والسلاسل الجبلية أربع محافظات جازانية لتشكل منطقة الجوة بطبيعتها الخلابة التي تبدأ من قرى محافظة أحد المسارحة إلى حدود محافظة أبي عريش، وتمتد سهولها لتلتقي بأودية محافظتي العارضة والحرث، إلا أن ذلك كله لا يعد ميزة بوجود النقص الكبير من الخدمات الذي تشهده المنطقة، بل يعد نوعاً من الحصار والعزلة، ما حدا بالمطالبة بسرعة وضع كل ما تحتاجه المنطقة لتكون على مستوى سياحي لائق بطبيعتها. وتتميز تلك المناطق بشعاب وأودية تجري للجهة الشرقية لتلتقي مع الأودية التي تجري من المرتفعات الشرقية المحادة لها مكونة بذلك منظراً قل ما يوجد في معظم المناطق الأخرى، إذ يقع وادي مسلة بالجبال العالية ويتميز بكثرة الشعاب الكبيرة التي تنهمر منها أودية مياه الأمطار وتصب في وادي الخمس المتصل بالبحر الأحمر، ومن أشهر الجبال طحنان وغراب والمحرق والجازر، إضافة إلى جبلي الدقم ذي الأساطير والعاصم الذي يطل على متنزهين سياحيين فيما عين وشلالات الرواكب، كما يمتاز أهلها بالرعي وتربية الماشية والزراعة، وينتمون إلى قبائل عدة. ويطالب أهالي المنطقة بزيادة الاهتمام بها ودعمها بالبنية التحتية التي تؤهلها لتكون أبرز معلم سياحي في السعودية. ودعا المواطنان أحمد وجبران آل سوادي من قرية بحرية الجهات الخدمية بالتوجه بأسرع وقت لتلك المنطقة ودعمها بالخدمات من طرق وسياحة، لأن المنطقة محصورة بين سلسلتي جبال وهي شبه معزولة، ولن تنتعش إلا عن طريق إيصال الخدمات والاستثمار السياحي في المنطقة. وأوضح رئيس المجلس البلدي في محافظة أحد المسارحة محمد الكليبي ل«الحياة» أنه تم التطرق إلى نقص الخدمات خلال اجتماعات مع المحافظة، وستعرض مرة أخرى، مشيراً إلى أن تلك المنطقة ما زالت بكراً، وتحتاج إلى خدمات شاملة سواءً بلدية أو سياحية. وتابع: «على كل الجهات ذات العلاقة الوقوف على تلك المناطق، كونها تشكل وجهة سياحية لمعظم زوار المنطقة». «وادي سيال» يجذب الحيوانات النادرة تجري في منطقة «وادي سيال» الواقعة بين محافظتي الحرث والعارضة 3 أودية، ما شكل منطقة أشبه بغابات وأدغال أفريقية، يتجه إليها أكثر من 20 نوعاً من الطيور النادرة والمهاجرة نهاراً، مثل طيور أبو منجل والقردان وبعض أنواع الصقور والنسور والسمان وغيرها، وتقصدها ليلاً أنواع من الحيوانات البرية كالثعالب والضباع والأرانب، خصوصاً أنها قريبة من الحدود اليمنية التي تعج بحيوانات مثل الذئاب والغزلان. وذكر أحمد علي الذي يسكن قرب البحيرة أن الطيور والحيوانات تكثر في هذه البحيرة في فصل الصيف، لأنها الوحيدة التي لا تجف فتكون مقصد تلك الحيوانات والطيور لتروي عطشها، مشيراً إلى أن الضباع والثعالب في الليل تنتظر فريستها من الأرانب، حين تأتي لتشرب فتنقض عليها وتفترسها، مشيراً إلى أن ذلك فتح شهية الفوتوغرافيين لالتقاط الصور النادرة لتلك الطيور والحيوانات. وأكد الأمين العام لجماعة جازان للتصوير الضوئي محمد دويري أن هذه المنطقة تشبه كثيراً البيئة الأفريقية، إلا أن تلك المناطق تفوقها بعدد الحيوانات الكبيرة، داعياً الجهات ذات الاختصاص إلى الوقوف على تلك البحيرات والمناطق الطبيعية وعمل محميات لتلك البيئة الرائعة، مشيراً إلى أنها تثري المجال الفوتوغرافي والتقاط الصور الجميلة للطبيعة والأحياء.