تعهد عمدة موسكو الجديد سيرغي سوبيانين الشروع بتطبيق برامج إصلاحية واسعة النطاق. وشدد على وضع مشكلة الفساد المتفاقمة على رأس أولويات عمله في ادارة العاصمة الروسية. وتسلم سوبيانين أمس، منصبه الجديد مؤكداً عزمه على مواجهة المشكلات الأساسية التي تعاني منها المدينة. واتجهت الأنظار بقوة إلى الخطوات الأولى التي ينوي العمدة الجديد القيام بها، في ظروف بالغة التعقيد بالنسبة إلى العاصمة، خصوصاً أنه تسلم مهامه بعد اقالة يوري لوجكوف، السياسي القوي الذي كان يتمتع بنفوذ طاغ ودعم من غالبية الموسكوفيين. وخلّف لوجكوف تركة ثقيلة وجملة من المشكلات التي تعاني منها العاصمة وفي مقدمها مشكلة الفساد الذي تعد معدلاته في روسيا بين الأعلى في العالم، إضافة إلى مشكلة الاختناقات المرورية التي تسبب في شل الحركة في المدينة لأوقات طويلة. وأعلن سوبيانين أنه سيولي الاهتمام الأساسي لمكافحة الفساد المستشري، لافتاً إلى برامج ينوي تطبيقها لتقليص هذه الظاهرة. وأشار إلى أنه «يعرف جيداً متاعب مدينة موسكو ومشكلاتها، مشيراً إلى أن العاصمة شهدت خلال السنوات الأخيرة إنجازات كثيرة، ومع ذلك ثمة مسائل جدية تتطلب حلولاً فورية من بينها الضمان الاجتماعي للسكان ومشكلة المواصلات، ومسألة التكامل مع البرامج الفيدرالية، والعمل المشترك مع هيئات السلطة المركزية ومكافحة الفساد». وأكد أن هذه المسائل «ينبغي أن تصبح من أولويات عمل حكومة موسكو». وتطرق سوبيانين بعد مراسم تسلمه منصبه الجديد إلى مشكلة أخرى قال إنه سيوليها اهتماماً خاصاً، وهي البيروقراطية التي «تشكل العائق الأساسي أمام تطوير قطاعات الأعمال الصغيرة والمتوسطة» وهي قطاعات تحتاج إليها موسكو بشدة. وكان سوبيانين (52 سنة) شغل منصب محافظ مدينة تيومين الغنية بمواردها بين عامي 2001 و2005، واعتبرت خبرته هناك أحد أسباب ترشيحه لتولي المنصب الجديد نظراً الى الثقل الاقتصادي للعاصمة الروسية. ويعتبر العمدة الجديد من الشخصيات المقربة من رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي عيّنه منذ العام 2008 أي عندما انتقل بوتين من الرئاسة إلى رئاسة الوزراء، نائباً لرئيس الوزراء وهو الموقع الذي ظل فيه حتى عيّنه الرئيس ديمتري مدفيديف عمدة لموسكو.