وصلت إلى مدينة العريش قافلة المساعدات «شريان الحياة 5» على ثلاث دفعات في طريقها إلى قطاع غزة. وحطت رحلتان جويتان انطلقتا من مطار الباسل في اللاذقية مساء أول من أمس في مطار العريش وعلى متنهما 306 متضامنين يمثلون 30 دولة عربية وأجنبية أمضوا ليلتهم في العريش لدخول قطاع غزة أمس براً عبر معبر رفح برفقة المساعدات الطبية التي وصلت بحراً إلى ميناء العريش على متن سفينة يونانية فجر أمس، وأفرغت حمولتها من الباصات المحملة بالمساعدات. وقال الناطق باسم القافلة زاهر البيراوي إن «أعضاء القافلة في غاية السرور لأنهم قطعوا شوطاً كبيراً لكسر الحصار عن قطاع غزة وتحقيق هدفهم، وما زالت هناك خطوات قليلة لإيصال المساعدات التي برفقة القافلة إلى قطاع غزة. نتمنى أن تسير بيسر وسهولة كسابقتها»، لافتاً إلى أن المساعدات مقدمة من 30 دولة، منها أدوية ومستلزمات طبية، وشدد على ان قطاع غزة في غاية الحاجة إليها، خصوصاً تلك الخاصة بعلاج الأمراض السرطانية لأطفال غزة، وكذلك حقائب مدرسية وكراسات ليواجه أبناء غزة عامهم الدراسي الحالي، وكمية قليلة من المواد الغذائية. وأضاف: «السيارات المرافقة للقافلة ستسلم إلى قطاع الصحة في غزة ومستشفى الشفاء»، مضيفاً ان «قيادة القافلة تشعر بالسعادة لوجود تعاون ويسر من جانب الأشقاء المصريين في تسهيل مهمة القافلة، ونأمل بوصول قطاع غزة غداً من دون تأخير أو معاناة»، مشيراً الى بقاء أعضاء القافلة أربعة أيام في قطاع غزة لتفقد أوجه الدمار الشامل التي خلفها العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع مطلع العام الماضي. وأوضح ان القافلة تضم 340 متضامناً من 30 دولة، منهم 310 قدموا جواً إلى العريش على متن طائرتين سوريتين، و30 متضامناً سيصلون برفقة السفينة التي تقل 147 باصاً، مضيفاً: «لم نحضر معنا مواد بناء أو عينات رمزية منها لإدخالها قطاع غزة على خلفية اتفاق تم بين قيادة القافلة والسفارة المصرية في سورية». وتابع ان المشاركة العربية في القافلة أكبر من المشاركات السابقة، وهناك 40 باصاً برفقة القافلة يقودها خليجيون، و40 سيارة إسعاف من اللجنة الشعبية الجزائرية لكسر الحصار عن غزة. وعن منع وصول 17 ناشطاً برفقة القافلة، قال انهم «منعوا لمبررات ليست مقنعة، فمنهم مسن بلغ عمره 82 سنة لا يمكن أن يقوم بعمل من شأنه الإضرار بمصر، وهناك فتاة بريطانية ترأس مؤسسة خيرية بها أعضاء في البرلمان، وجاء رفض دخولهم إلى مصر أمراً غريباً لم نكن نتوقعه». وشوهدت على الباصات المرافقة للقافلة في العريش وعددها 147 حافلة مهداة من 30 دولة عربية وأوروبية، شعارات جزائرية (هدية من شعب المليون ونصف شهيد إلى شعب المليون ونصف محاصر)، وأخرى مغاربية (من مغرب الأحرار إلى غزة الإبطال) و(لبيك يا أقصى)، وتونسية (من تونس الفتية إلى غزة الأبية)، وأردنية (شريان الحياة الأردنية يداً بيد لإنهاء حصار غزة)، وخليجية (غزة في قلوبنا). أما الباصات التركية فكانت تحمل صوراً لشهداء سفينة أسطول الحرية التي اعترضتها البحرية الإسرائيلية نهاية حزيران (يونيو) الماضي قبالة سواحل غزة وقتلت عدداً من النشطاء الأتراك الذين كانوا على متنها.