تستجوب الشرطة الإسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اليوم (الإثنين) للاشتباه بتلقيه «هدايا في شكل مخالف للقانون» من اثنين من رجال الأعمال، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية. وتابعت المصادر أن نتانياهو تلقى هدايا بقيمة عشرات آلاف الدولارات من رجلي أعمال إسرائيلي وأجنبي مقربين منه، وفي حال تأكدت هذه الوقائع فإن رئيس الوزراء يواجه إمكان اتهامه ب «استغلال السلطة». وأوردت الإذاعة العامة أن نتانياهو وافق على أن يخضع للاستجواب من قبل الشرطة في مقره الرسمي في القدسالمحتلة «وفق ما تقتضيه الضرورة». وبدأ حراس مسكن نتانياهو الرسمي في وسط القدسالمحتلة بوضع سواتر سوداء لتغطية المبنى، لإفساح المجال أمام وصول المحققين بهدوء. وذكرت وسائل الإعلام أن الاستجواب سيبدأ السابعة مساء بالتوقيت المحلي. ونفى نتانياهو بعد ظهر اليوم ارتكابه تجاوزات في مستهل اجتماع لحزب «الليكود» اليميني الذي يتزعمه في شريط فيديو نشر على صفحته، «نسمع كل تقارير الإعلام، ونرى ونسمع الأجواء الاحتفالية في استوديوات التلفزيون وفي أروقة المعارضة». وأضاف: «أريد أن أقول لهم أن عليهم الانتظار من أجل الاحتفال. لا تتسرعوا. قلت لكم وأكرر لن يكون هناك أي شيء لأنه لا يوجد أي شيء». وتشير آخر استطلاعات الرأي إلى أن الإسرائيليين يعتقدون أن نتانياهو، الذي يقود الحكومة منذ العام 2009، ما زال السياسي الأكثر قدرة على إدارة شؤون البلاد. ولا يوجد أي منافس حقيقي له على الساحة. وينص القانون على أن يقدم كل وزير في الحكومة استقالته في حال اتهامه بالفساد. وندد وزير التعاون الإقليمي تساحي هنيغبي، المقرب من نتانياهو اليوم، في حديث لإذاعة الجيش ما وصفه ب «حملة الاستفزاز والتحريض التي تشنها وسائل الإعلام» للضغط على مدعي عام الحكومة أفيخاي ماندلبليت ليسمح للشرطة باستجواب رئيس الوزراء. وفي المقابل، انتقد معلقون ماندلبليت الذي تم تعيينه بدعم من نتانياهو، بسبب رفضه لأشهر السماح للشرطة بالقيام بالاستجواب. وكانت الشرطة أجرت تحقيقاً سرياً حول الملف قبل ثمانية إلى تسعة أشهر. وساهم استجواب حوالى 50 شاهداً في «تحقيق اختراق حاسم» في التحقيق قبل ثلاثة أسابيع، بحسب وسائل الإعلام. وبين الذين تم التحقيق معهم، البليونير الأميركي اليهودي رونالد لاودر رئيس «المؤتمر اليهودي العالمي» خلال زيارته إلى إسرائيل، للمشاركة في جنازة الرئيس السابق شيمون بيريز في 30 من أيلول (سبتمبر) الماضي. وكان رجل الأعمال الأميركي، الذي أسست عائلته إمبراطورية «إيستي لاودر» لصناعة مستحضرات التجميل، مقرباً من نتانياهو الذي كلفه في التسعينات التفاوض مع الرئيس السوري حافظ الأسد نيابة عن إسرائيل. وفي قضية أخرى في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أمر ماندلبيليت الشرطة بالتحقيق في مزاعم حول دور غير قانوني لأحد المقربين من نتانياهو في عملية شراء إسرائيل ثلاث غواصات ألمانية. وكان رئيس الوزراء أقر بأنه تلقى مالاً من رجل الأعمال الفرنسي ارنو ميمران الذي حكم عليه في تموز (يوليو) بالسجن ثمانية أعوام في قضية احتيال بقيمة 283 مليون يورو. وفي أيار (مايو)، تطرق تقرير لمراقب الدولة إلى رحلات بالطائرة قام بها نتانياهو وعائلته حين كان وزيراً للمال بين 2003 و2005 مشيراً إلى إمكان حصول تضارب في المصالح. ويقضي سلف نتانياهو، رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت منذ شباط (فبراير) الماضي حكما بالسجن 19 شهراً بسبب تلقي رشى. وأولمرت رئيس الحكومة الأول يدخل السجن إلا أنه في السابق تم سجن وزراء ومسؤولين سابقين بتهم فساد. وكان وزير الداخلية الحالي ارييه درعي، زعيم حزب «شاس» لليهود المتشددين، دين في العام 1999 بالسجن لثلاث سنوات بتهمة الفساد. وحكم على وزير المال السابق أفراهام هيرشون العام 2009، بالسجن لخمسة أعوام وخمسة أشهر لذات السبب، وصدر حكم بسجن وزير الصحة السابق شلومو بينيزري أربع سنوات في العام 2009 بتهم فساد.