سلّم مطلوب أمني مُدرج على قائمة ال 85 نفسه أمس إلى السلطات السعودية، بالتعاون مع الجهات المعنية في باكستان، وذلك بعد أربعة أيام من تسليم مطلوب أمني آخر نفسه إلى السلطات السعودية، بالتعاون مع نظيرتها اليمنية. وقال المتحدث الأمني في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي: «إنه إلحاقاً للبيان الصادر من وزارة الداخلية بتاريخ 7/2/1430ه (3 شباط/ فبراير 2009)، والمتضمن الإعلان عن قائمة بأسماء 85 مطلوباً للجهات الأمنية في المملكة، فقد أبدى المطلوب بدر محمد ناصر الشهري، في اتصال مع ذويه، رغبته في تسهيل عودته إلى المملكة، وتسليم نفسه للجهات الأمنية، وتم بالتعاون والتنسيق مع الجهات المختصة في جمهورية باكستان الشقيقة، ترتيب وتسهيل عودته، والتقائه بأسرته فور وصوله إلى المملكة، كما تم تمكينه من أداء العمرة بمعيتهم». وأضاف التركي في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: «ان وزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتدعو كل الموجودين في الخارج ممن اتضحت لهم الرؤية حيال ما يراد بهم من رموز الفتنة والفساد للعودة إلى رشدهم والمبادرة بتسليم أنفسهم، وسيؤخذ ذلك في الاعتبار عند النظر في أمرهم». والشهري (32 عاماً) هو واحد من 85 شخصاً (84 سعودياً ويمني) متهمين بإقامة علاقات مع القاعدة، وأسماؤهم مدرجة على لائحة مطلوبين سلمت إلى منظمة الإنتربول في شباط 2009. ومنذ الإعلان عن لائحة المطلوبين، قتلت الجهات الأمنية ستة منهم واعتقلت اثنين، وسلم ستة أنفسهم إلى السلطات بينهم الشهري، ولا تزال القائمة تضم 70 اسماً. وكانت السلطات السعودية أعلنت الجمعة الماضي استسلام جابر الفيفي المدرج على اللائحة نفسها، والذي كان معتقلاً في «غوانتانامو» قبل ان يعود إلى صفوف التنظيم في اليمن. وكانت مصادر مطلعة اكدت ل«الحياة» أن الفيفي يعتبر أخطر من زميله الذي سبقه في الاستسلام محمد العوفي، على رغم أن الأخير كان قائداً ميدانياً لعمليات تنظيم «القاعدة» في اليمن. ولفتت المصادر إلى أن لدى الفيفي ملفات مهمة سيكشف عنها خلال التحقيق معه، خصوصاً المخططات التي فشل التنظيم في تنفيذها، أو أحبطتها الأجهزة الأمنية، والخطط المستقبلية التي وضعها التنظيم أثناء فترة عمله معه في اليمن. وأوضحت المصادر أن خطورة الفيفي تكمن في وجوده في شمال اليمن، وتنقله بين محافظات أبين وشبوة ومأرب، كما أنه كان قريباً من قيادات التنظيم مثل زعيمه اليمني ناصر الوحيشي ونائبه السعودي سعيد الشهري والقائد العسكري اليمني قاسم الريمي، ويعرف تحركاتهم ومواقعهم. من جهة ثانية، نقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن التركي قوله رداً على سؤال بشأن التحذير الذي وجهته السلطات السعودية الى دول اوروبية بينها فرنسا من احتمال تعرضها لاعتداء ارهابي، ان «المملكة تتبادل المعلومات مع الاطراف المعنيين كجزء من جهودها في مكافحة الارهاب». وكان وزير الداخلية الفرنسي بريس اورتفو صرح قبل ايام ان دولاً اوروبية تلقت «رسالة جديدة من الاجهزة السعودية تفيد بأن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يتحرك من دون شك او ينوي ان يتحرك». وأوضح ان هذا التحذير يشمل «القارة الاوروبية وخصوصاً فرنسا».