تزداد شهية محرك «غوغل» للبحث وعصبيته لدخول اكثر المواقع تعقيداً وللبقاء في الطليعة على رغم آلاف العقد التي يخترعها خبراء الشبكة العنكبوتية لمنعه من تحقيق اهدافه والحد من سيطرته على الغالبية من بين 1.6 بليون شخص يستخدون الانترنت منهم 300 مليون في الصين و230 مليوناً في الولاياتالمتحدة. وتتمثل مشكلة «غوغل» الاساسية حالياً بهدفه الصعب وهو الحد من تحركات موقع «فايس بوك» الذي تجاوز عدد المشتركين فيه نصف بليون شخص، ومحاولة الاستفادة منه للعبور الى زبائنه من دون عوائق ومن ثم تسويق خصائصه على اساس انها من الممتلكات السهلة. ومع ان ما يصل الى 34 الف مستخدم يلجأون الى «غوغل» في الثانية مقابل 700 فقط الى «فايس بوك» الا ان محرك البحث يخشى من ان ارتفاع عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وتطوير ادوارها قد يحرمه مستقبلاً من النمو وقد يأخذ جزءاً من حصته الاعلانية. وتقول شارلين لي مؤسسة مجموعة «التيميتر» للبحث والاستشارات «ان غوغل أمن دخلاً كبيراً من عمليات بحث ساعدت الناس في اتخاذ قراراتهم لكن عدد المشتركين في مواقع التواصل الاجتماعي يزداد يوماً بعد يوم ويمكن لهذه المواقع ان تساعدهم في قراراتهم المستقبلية». ومع ان «غوغل»، الذي يتلقى نحو 88 بليون طلب بحث شهرياً مقابل 19 بليوناً لموقع «تويتر» و8.4 بليون طلب لموقع «ياهو» و2.4 بليون لموقع «بينغ»، رابع محركات البحث الشهيرة، فشل حتى الآن في الحصول على حصة رئيسية من مواقع التواصل الاجتماعي ولم تحقق خدمته «باز» النتيجة المطلوبة الا ان رئيسه التنفيذي اريك شميت يقول «سنحاول ثانية وسترون ما سنقدمه قبل نهاية السنة». ويُعتقد ان «غوغل» سيقدم اضافة اجتماعية اساسية زيادة على خدمات البحث والصور الجوية والخرائط والفيديو والاعلان، ما سيجعل تقدماته متكاملة وسيصعب على اي من منافسيه تحقيقها في السنوات العشر المقبلة. لكن منتقدي محرك البحث يرون ان هيكليته «غير صديقة» لما يطلبه رواد التواصل الاجتماعي بحيث تُمكن المنتسبين الى «فايس بوك» من تسجيل تقدم في استخدام الموقع على حساب الذين يستخدمون «غوغل» خصوصاً في التواصل ما بينهم كما اظهرت احصاءات موقع تحليل المواقع «كوم سكور». وبعد تأسيس تحالف «فايس بوك» و»مايكروسوفت» اصبح المستخدمون يتركون نظام البحث الذي يربطهم مع «غوغل» لصالح استخدام محرك بحث «مايكروسوفت» كما حقق «فايس بوك» تقدما على محرك البحث عبر البدء بنشر الاعلانات مع الصور المتحركة او الافلام الدعائية. الجميع يتوقع ان لا يكرر «غوغل» تجربة منافسه بل يحاول ايجاد تركيبة جديدة تجتذب شريحة المراهقين لابعادهم عن «فايس بوك» او لاستعادتهم اليه. وضمن «الحرب المهذبة» بين الموقعين سارع «غوغل» امس الى ابراز ما نشرته صحيفة «وول ستريت جونال» عن ان عشرة من اكثر التطبيقات على «فايس بوك» تسمح بتحويل المعلومات الشخصية للمشتركين الى عشرات من الهيئات الاعلانية وشركات الانترنت المتخصصة بجمع المعلومات. وتبين ان بعض من تم تسليم معلوماتهم الشخصية كانوا وضعوا هذه المعلومات في خانة «الخاص» ولا يُسمح لاحد بالاطلاع عليها. ولم تُعرف بعد الفترة التي بقي فيها المشتركون مكشوفين امام شركات الاعلان لكن بياناً اعلامياً على الموقع افاد انه سيتم تفادي الامر مستقبلاً.