نيويورك - أ ف ب، رويترز - حذرت الأممالمتحدة من ضيق الوقت لإخراج المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين من مأزقها الحالي وتجنب اندلاع أزمة جديدة في الشرق الأوسط، فيما لم يستبعد سفير إسرائيل في الأممالمتحدة ميرون ريوفين تمديد تل أبيب العمل بتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية. وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أوسكار فرنانديز تارانكو، في جلسة أمام مجلس الأمن الاثنين في شأن الشرق الأوسط: «نحن في مأزق. الطرفان لم يلتقيا منذ 15 أيلول (سبتمبر)». لكنه أضاف: «لدينا نافذة قصيرة الأمد وحاسمة لتجاوز المأزق الحالي»، ولفت الى «جهود ديبلوماسية مكثفة تقوم بها الولاياتالمتحدة ويدعمها كل أعضاء اللجنة الرباعية تجري لخلق الظروف المؤاتية لمواصلة المفاوضات». ورأى تارانكو أن «هذه الجهود أصبحت أكثر صعوبة مع الضوء الأخضر الذي أعطته الحكومة الإسرائيلية في 14 تشرين الأول الجاري لاستدراج عروض لبناء 238 وحدة سكنية في مستوطنتي راموت وبيسغات زئيف في القدسالشرقية، في مخالفة للقانون الدولي وتناقض مباشر مع جهود اللجنة الرباعية». وقال المسؤول في الأممالمتحدة: «نحتاج الى تقدم في الأسابيع المقبلة. الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ما زال يعتقد انه إذا أغلق باب السلام مجدداً فسيكون من الصعب جداً إعادة فتحه». وقال تارانكو: «لا بديل لحل تفاوضي نتيجته قيام دولة فلسطينية قابلة للاستمرار ومستقلة تعيش الى جانب دولة إسرائيل بسلام وأمان». واعترف مراقب فلسطين الدائم في الأممالمتحدة رياض منصور أن «وقف كل النشاطات الاستيطاينة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدسالشرقية، أمر أساسي لاستئناف عملية ذات مصداقية». واعترف سفير إسرائيل في الأممالمتحدة بانه «لا يمكن تحقيق السلام إلا عبر مفاوضات مباشرة وتفاهمات بين الطرفين». وأضاف إن «الاستيطان يشكل واحدة من المسائل العديدة التي يجب حلها عبر المفاوضات». وأكد أن «التاريخ أثبت لنا أن (الاستيطان) ليس عقبة على طريق السلام». وأشار ريوفين الى أن إسرائيل قد تمدد العمل بتجميد لبناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية بعد أن تسبب إنهاء التجميد الشهر الماضي في توقف محادثات السلام مع الفلسطينيين، ولفت الى انه من السابق لأوانه الحكم بموت المفاوضات. ورد السفير الإسرائيلي على انتقادات العديد من الدول، منها الولاياتالمتحدة، لإسرائيل لإنهائها تجميد الاستيطان، قائلاً انه كان هناك «سوء فهم كامل وتام» للتجميد. وأضاف: «فجأة أصبح التجميد الذي فرضناه على أنفسنا الشيء الوحيد المهم، وأصبح الشرط المسبق لاستمرار المحادثات، في حين أن المفاوضات استؤنفت من دون شروط مسبقة». واستدرك بقوله: «إني لا أقول انه قد لا يحدث تجميد آخر أو تمديد آخر للتجميد». وأضاف «إن الحكومة تدرس الاحتمالات ومختلف السبل» لتحريك عملية السلام. وكانت الولاياتالمتحدة طلبت من إسرائيل تمديد تجميد الاستيطان. وأكدت ممثلتها في مجلس الأمن بروك اندرسن من جديد على «خيبة أمل» الأميركيين بعد الإعلان عن استدراج العروض الجديد في القدسالشرقية. وقالت المندوبة الأميركية إن هذا «مخالف لجهودنا من أجل استئناف المفاوضات».