استضافت الهيئة المنظمة للاتصالات في لبنان، وبرنامج «مقاربات جديدة لسياسة الاتصالات 3 - Napt» الممول من الاتحاد الاوروبي، مؤتمر الشبكة اليورو متوسطية للهيئات المنظمة للاتصالات، في فندق «موفنبيك» بعنوان «هيئات منظمة مستقلة». واعتبر وزير الاتصالات اللبناني شربل نحاس في الافتتاح، أن «لدينا مصلحة، وقدرة للاستفادة من التجارب المختلفة، وفي إرساء الصيغ الاكثر ملاءمة لمصالح الاقتصاد الوطني». وأشار إلى أن لبنان «شهد لمراحل طويلة تكرّس وضعيات احتكارية في مجال الاتصالات تحديداً في مجال الخليوي، وكلّنا يذكر مدى مساوئها على الصعيدين الاقتصادي والسياسي». وأوضح أن «الاتصالات التي تجمع كماً هائلاً من المعلومات على سلوك الناس وحرياتهم الشخصية ومضامين تخابرهم ومواقعهم الجغرافية وأنماط حركتهم، وهذا بقدر ما يسمح بتعزيز تطبيق القانون الا انه وبالقدر ذاته وربما اكثر، يعزز إمكانات إساءة استخدام هذه التقنيات بالاعتداء على الأمن الوطني للانسان». ولفت إلى أن لبنان «تعرض في الفترة الماضية لاستباحة واسعة جداً من جانب اسرائيل لنظام الاتصالات، مع ما يرتب ذلك من مسّ بالأمن الوطني». ورأى أن «دور الدول، بوصفها راعية لمصالح مجتمعاتها، اساس كي لا تنزلق نشاطات الاتصالات في إحدى هذه المنزلقات التي ذكرتها». وأكد رئيس الشبكة اليورو - متوسطية للهيئات المنظمة للاتصالات عز الدين المنتصر بالله، أن «استقلال الهيئات التنظيمية في قطاع الاتصالات شرط لا غنى عنه للتنمية الاقتصادية». لكن لاحظ أن «درجة الاستقلال تختلف من بلد الى آخر، وتعتمد على النظم السياسية والمؤسسية لكل بلد، لكن غالبية من الفاعلين الاقتصاديين والخبراء تتفق على ان الاستقلال يشكل ضمان الحياد ومؤشر ثقة المستثمرين». وأعلن عضو مجلس ادارة الهيئة المنظمة للاتصالات باتريك عيد، أن الهيئة «تعمل على التوصل الى قوانين متطورة شبيهة بالموجودة في اوروبا». ودعا إلى تشكيل هيئة مشتركة ناظمة للاتصالات بين سورية وفلسطين ولبنان». واعتبرت القائمة بأعمال بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان سيسيل ابادي، أن استخدام التكنولوجيا «يساهم في تقدم المجتمعات عبر زيادة الانتاجية وربط الناس في ما بينهم وتحسين الحياة اليومية». وأشارت إلى أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات «تؤدي دوراً محورياً في كل مكان، وتشكل 40 في المئة من نمو انتاجية الاتحاد الاوروبي، وتدفع بالابتكار وتستحدث الوظائف في جوانب اقتصادنا». وقالت: «اذا جمعنا جهود الاتحاد الاوروبي، تصل مساهمة قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الاتحاد الاوروبي الى 8 في المئة من الناتج المحلي للاتحاد أي ضعف ما كانت عليه النسبة في مطلع تسعينات القرن الماضي، ويعمل فيها اكثر من 13 مليون نسمة». وأكدت أن هذه الارقام تدل على أن «القطاع واعد جداً». ولفتت الى أن الاتحاد الاوروبي «يدعم تحديث نظام الاتصالات الالكترونية في منطقة الجوار الجنوبية، باعتماد تجربتنا في تطوير نموذج ناجح وتطبيقه لتحرير الاسواق وتنظيمها».