تقدم سارة بايلن، المرشحة الجمهورية السابقة الى منصب نائب الرئيس، نفسها على أنها مناضلة نسوية ترفع لواء حقوق المرأة، على رغم معارضتها الإجهاض والتربية الجنسانية واطلاع التلاميذ على أصول الحمل. وأعلنت كريستين أودونيل، مرشحة الحزب الجمهوري الأميركي الى الكونغرس عن ولاية ديلاوير، أن طاعة الأزواج واجبة على النساء، ودعت قريناتها الى «الصدوع» بوصاية الزوج. وأودونيل تزعم، على صفحات موقعها الإلكتروني، أنها «ملتزمة قضايا حركة النساء». ولطالما استخف اليمين السياسي الأميركي بالحركة النسوية، ونظر إليها بعين الازدراء. ولكن رفع لواء «النسوية» صار، اليوم، «ألف باء» حملة مرشحات اليمين. وصادرت نساءٌ يسعين في تقويض مكاسب الحركة النسوية وإضعافها القضية التي ناضلن في سبيلها. فالنسوية وقعت في قبضة مرشحات الى الكونغرس مناوئات لقضايا حركة تحرر المرأة. ولا يخفى على أحد أن الحركات النسوية الكبيرة مسؤولة عن الأزمة الراهنة. فالحركات هذه لم تفلح في إعداد الجيل الجديد من المناضلات النسويات اللاتي حولن القضية نزاعاً بين الجنسين. وفي العقد الماضي، سعت النساء المحافظات في مصادرة الخطاب النسوي. ولكن المساعي هذه لم تنجح إلا حين شرعت لهن مناضلات نسوية «قحات» الطريق، في انتخابات 2008 الرئاسية. ففي حملة الحزب الديموقراطي الانتخابية، أعلنت أعلام الحركة النسوية أن الاقتراع المقبول هو الذي يُزكي فوز هيلاري كلينتون. ونُظر الى النساء اللاتي أيّدن انتخاب باراك أوباما على أنهن خائنات القضية وساذجات. وأغفلت النسويات ما هو على المحك، في معركة التنافس الحاد بين أوباما وكلينتون. فالانحياز الى هيلاري لأنها امرأة فقط، من غير النظر في برنامجها وتقويم افكارها، أفسح المجال أمام المحافظين لاستغلال «جنس» مرشحات الحزب. فسارع أنصار سارة بايلن ووسائل الإعلام الى وصفها بال «نسوية». ويكفي أن تكون السيدة من الجنس اللطيف لتكون «نسوية». وحريّ بالحركة النسوية العدول عن عقيدة ال «جوهر». فمواصلة رهن النسوية بجنس رافعة لواءها يجعل النسوية هيكلاً فارغاً، وتطلق يد المحافظين المتذرعين بجنس المرشحات لنشر مبادئ «نسوية منحولة وضالة» تساهم في انحسار حقوق المرأة، وتقويض مكاسبها. * مناضلة نسوية، عن «ذي نايشن» الأميركية، 14/10/2010، إعداد منال نحاس.