سطع الهلال في سماء إستاد الملك فهد الدولي بالرياض وخطف بطاقة التأهل الأولى نيابة عن فرق المجموعة الرابعة إلى دور ال16 بعد أن كسب ضيفه سباهان الإيراني بهدف من دون رد، ورافقه السد القطري بعد أن كسب ضيفه الأهلي الإماراتي بهدفين في مقابل هدف. فيما خرج الاتحاد بالتعادل الإيجابي أمام مضيفه العين الإماراتي بهدف لمثله، وضمن الفريقان التأهل نيابة عن فرق المجموعة الثانية منذ الجولة السابقة، إذ طار العين بالمركز الأول والاتحاد خطف الوصافة. الهلال - سباهان جاءت البداية هادئة من الطرفين، إذ طغى جس النبض والحذر على العمليات الهجومية، والاعتماد على الكرات المرتدة التي لم تشكل أي خطورة على المرمى الأزرق في ظل التراجع الكبير للضيوف إلى مناطقهم الخلفية. الهجمات الهلالية عاب عليها الاستعجال، على رغم وجود ياسر القحطاني وناصر الشمراني مهاجمين صريحين، وحاول سالم الدوسري كسر الحصون الدفاعية بتمريرة بينية لناصر الشمراني لم يتمكن منها الأخير، قبل أن يتحصل الشمراني على كرة مواتية أمام المرمى، إلا أنه فضل التجهيز للمندفع ياسر القحطاني الذي لم ينجح في تروضيها، وتواصلت الهجمات الهلالية في الاتجاهات كافة بحثاً عن هدف قبل نهاية الحصة الأولى، وكان لهم ما أرادوا عندما ارتقى ناصر الشمراني لكرة بين المدافعين وهيأها على صدره قبل أن يرسل قذيفة على يمين حارس المرمى كهدف أول اشتعلت معه المدرجات الزرقاء (45). وفي الشوط الثاني، زج المدرب الهلالي سامي الجابر بالمحترف الإكوادوري كاستيلو عوضاً عن سلمان الفرج سعياً إلى تكثيف مناطق المناورة وتضييق الخناق على الضيوف في منتصف الميدان، وكاد سالم الدوسري يضيف الهدف الثاني بعدما تحصل على كرة في مواجهة المرمى سددها قوية ارتطمت بالقائم الأيسر (48)، وحاول محمد الشلهوب بكرة ثابتة لم يكتب لها النجاح (55). وعاد سامي الجابر وأجرى التغيير الثاني بإشراك نواف العابد بدلاً من ياسر القحطاني، بعد أن تحركت الخطوط الإيرانية بحثاً عن إدراك التعادل، وواجه الدفاع الأزرق العديد من الهجمات الخطرة، وكاد البديل نواف العابد يفاجئ الضيوف بهجمة مرتدة فعل بها كل شيء من فنون اللعب بعد أن تجاوز أكثر من مدافع غير أن اللمسة الأخيرة أخطات المرمى (60)، وجاء رد سباهان عبر كرة ثابتة نفذها إبراهيمي ولكنها تجاوزت العارضة بقليل (70). الربع ساعة الأخير، شهدت انتفاضة للفريق الإيراني الذي ضغط بكل ما يملك من قوة، وسط استبسال دفاعات الهلال. وكاد كريمي أن يصل إلى الشباك الهلالية لولا يقظة الحارس عبدالله السديري (76). ومن خطأ فادح من مدافع الضيوف، انفرد ناصر الشمراني من منتصف الملعب بحارس المرمى، ونجح الأخير في إبعاد الخطورة باللحظة الأخيرة (79). وبلغ الصراع أشده في الدقائق الأخيرة، وتوالت الفرص على المرميين، وإن كانت الفرص الأخطر للفريق الهلالي، إذ تسابق نواف العابد وناصر الشمراني وسالم الدوسري على إهدار الفرص السهلة. العين - الاتحاد تأهل الفريقين إلى دور ال16 من المسابقة ألقى بظلاله على أدائهما في هذه المباراة، إذ بحث مدربا الفريقين عن الفوز والخروج بأقل الخسائر الممكنة من الإصابات والإرهاقات. ولم يرتق أداء الفريقين إلى المستوى المأمول على رغم الخروج بنتيجة إيجابية في الشوط الأول بهدف لكل منهما، إذ عابت على أدائهما السلبية في التمرير والبطء في بناء الهجمات من جهة والتحفظ الأدائي من جهة ثانية، بخاصة من الجانب الاتحادي الذي عمد مدربه إلى إراحة أبرز عناصره ونجح الفريق العيناوي في تسجيل هدف الأسبقية ب«نيران صديقة» بعد أن سجل المدافع منصور شراحيلي هدفاً برأسية من طريق الخطأ (22). وتراخى لاعبو العين بعد هذا الهدف، ولم يستغلوا التراجع الكُلي للاعبي الضيوف الذين ركزوا على الحفاظ على مرماهم من هدف ثان واعتمادهم على المرتدات. واستطاع المهاجم عبدالرحمن الغامدي من إدراك التعادل لفريقه من ركلة جزاء أسكنها في مرمى الحارس العيناوي خالد عيسى إثر إعاقة تعرض لها الغامدي من لاعب الوسط عمر عبدالرحمن (36). وانحصر الأداء بعد معادلة الكفة وسط الميدان من دون هجمات حقيقية حتى انتهى الشوط الأول. وفرض الفريق العيناوي سيطرته الكاملة على بداية مجريات الشوط الثاني، مستفيداً من تحركات جيان سامواه وعمر عبدالرحمن والغنازي، لكن كل ذلك لم تشفع لها المحاولات بوصول حقيقي إلى مرمى الاتحاد سوى في فرصة واحدة من طريق جيان (49). وأهدر اللاعب محمد عبدالرحمن فرصة محققة للعين، بعدما تمكن الحارس فواز القرني من إبعادها إلى ركلة زاوية. وعاد الاتحاديون لفرض سيطرتهم الميدانية، ومعها ارتفع «رتم» اللقاء بسجال وارتداد سريع من الفريقين. وسدد اللاعب محمد عبدالرحمن كرة قوية من مسافة بعيدة كادت أن تستقر في الشباك الاتحادية (75). وأضاع جيان سامواه أثمن الفرص في المباراة، إذ انفرد بمرمى الاتحاد، واستطاع حارسه أن يمنع هدفاً مؤكداً (77). ورمى مدرب الاتحاد بورقته الهجومية بإشراك سلمان الصبياني عوضاً عن المغربي فوزي عبدالغني، وكاد معها أن يسجل جيان سمواه من رأسية، لكنها اعتلت العارضة (80). في المقابل، أجرى المدرب زلاتكو فيتش تغييراً لتفعيل دور لاعبي الوسط وزج باللاعب سالم عبدالله بدلاً من محمد عبدالرحمن. وبرعونة أضاع «عموري» فرصة سانحة عندما استعجل التسديد من دون أن يمرر لزملائه الموجودين في منطقة ال18 (88). وأضاع جيان سامواه فرصة هدف محقق (90).