تجدد القتال أمس بين الجيش اليمني ومسلحين يرجح انتماؤهم الى تنظيم «القاعدة» في مديرية مودية بمحافظة أبين (جنوب البلاد) استخدمت فيها القوات الحكومية مدافع الهاون في قصف مواقع الإرهابيين، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وجرح ثلاثة آخرين، في حين صدر حكم باعدام خبير المتفجرات في التنظيم الإرهابي صالح الشاوش بعد إدانته بالمشاركة في عدد من الاعتداءات الإرهابية الدامية. وكانت محافظة أبين شهدت الخميس الماضي يوماً دامياً قتل فيه مدير أمن مديرية مودية الرائد عبد الله البهام قبل ساعات من تعرض موكب محافظ أبين ومدير أمن المحافظة لكمين مسلح أدى لمقتل شقيق المحافظ وأحد الجنود المرافقين وإصابة عدد آخر من الجنود، إضافة الى مقتل جنديين وإعطاب آليات عسكرية في مودية، كما شهدت مديرية لودر المجاورة أول من أمس اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين يعتقد أنهم على صلة بمنفذي اعتداءات الخميس. وقالت مصادر أمنية في أبين أمس أن حصيلة مواجهات الأحد التي دارت في مناطق مختلفة من مودية ولودر أسفرت عن مصرع سبعة من عناصر «القاعدة». وأوضحت أن قوات الجيش تلاحق أكثر من عشرين مسلحاً من «القاعدة» فروا إلى الجبال القريبة من مودية. وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر قبلية في محافظة شبوة المجاورة أن لقاء جمع المحافظ علي حسن الأحمدي مع عدد من مشايخ قبائل العوالق انتهى بالاتفاق على تجنيد العشرات من شبان هذه القبائل لمطاردة عناصر «القاعدة» في مناطقهم ومنعهم من الانتشار فيها. وينتمي الإمام الأميركي من أصل يمني أنور العولقي المطلوب للسلطات اليمنية والأميركية الى هذه القبائل. من جهة ثانية أصدرت المحكمة الجزائية اليمنية المتخصصة في قضايا الإرهاب أمس حكماً بإعدام صالح الشاوش الذي يوصف بأنه خبير متفجرات ومن أخطر عناصر «القاعدة» في اليمن، بعد ثبوت إدانته بالمشاركة في عمليات إرهابية في البلاد. وبعد سماعه لمنطوق الحكم هدد الشاوش السلطات وتوعدها، مشيراً الى ما يحدث في أبين، وقال: «زوالكم على أيدينا قريباً والبداية من أبين». وكان الشاوش اعترف خلال المحاكمة بمشاركته في سبعة اعتداءات نفذها «القاعدة» واستهدفت نقاطاً عسكرية وأمنية في محافظة حضرموت (شرق) ومهاجمة معسكر للأمن المركزي في سيئون بشاحنة محملة بطنين ونصف الطن من المتفجرات، ومهاجمة مصافي النفط بصافر التابعة لمحافظة مأرب (شمال شرقي صنعاء) بثلاثة صواريخ كاتيوشا. وأسفرت تلك العمليات عن مقتل وإصابة عدد من الجنود. وكانت محاكة الشاوش بدأت في 21 أيلول (سبتمبر) الماضي بعد اعتقاله في المكلا في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي بتهمة التخطيط لعملية انتحارية ضد منشآت اقتصادية حيوية في حضرموت، والمشاركة في عدد من جرائم الاعتداء واستهداف نقاط أمنية بالمحافظة. وكشفت المحكمة في أولى جلساتها أن الشاوش كان ضمن خلية ل «القاعدة» يتزعمها حمزة القعيطي الذي لقي مصرعه مع عدد من الإرهابيين أثناء دهم قوات الأمن مواقعهم في مدينة تريم في 11 آب (أغسطس) 2008، غير أن الشاوش تمكن من الفرار إلى محافظة مأرب بعد مقتل القعيطي واستمر فيها ما يقارب العام قبل اعتقاله. وأوضح قرار الاتهام أن الشاوش كان يقوم بتجهيز بعض الانتحاريين وتدريبهم على استخدام المتفجرات وكان مجنداً من قبل خالد باطرفي عضو «الهيئة التشريعية» لتنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» والذي لا يزال فاراً في منطقة مأرب.