استقطبت 466 قطعة أثرية نادرة معروضة في معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، المقام حالياً في العاصمة الصينية بكين، زواراً صينيين راغبين في التعرف على البعد الحضاري للمملكة وإرثها الثقافي، وما شهدته أرضها من تداول حضاري عبر الحقب التاريخية المختلفة. وتغطى القطع المعروضة الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) منذ عصور ما قبل التاريخ إلى العصور القديمة السابقة للإسلام، ثم حضارات الممالك العربية المبكرة والوسيطة والمتأخرة، مروراً بالفترة الإسلامية والفترة الإسلامية الوسيطة، حتى نشأة الدولة السعودية بأطوارها الثلاثة منذ العام 1744، إلى عهد الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية الحديثة. وتمثل بكين المحطة الأولى للمعرض آسيويا وال11 للمعرض بعد إقامته في أربع دول أوروبية، وخمس مدن أميركية، إضافة إلى محطته الداخلية في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران. واعتبر نائب رئيس شركة أرامكو السعودية ناصر النفيسي، أن القطع الأثرية التي يحتضنها المعرض «لا تقدر بثمن»، مرجعاً ذلك إلى «القيمة الفنية والتاريخية لها والتي تروي بين ثناياها تاريخاً عريقاً لشبه الجزيرة العربية». وقال النفيسي في تصريح صحافي بعد افتتاح المعرض: «منذ فجر التاريخ كانت أرض هذه الجزيرة مركزاً لحركة التجارة، وحلقة وصل بين التجار وأهل الحرف والصناعات، والأهم من ذلك أنها كانت ملتقى يشهد تبادلاً بين الثقافات والفنون والابتكار، وعلى رغم الطبيعة الجغرافية للجزيرة العربية التي تبدو في كثير من مساحتها صحراوية، فقد كانت على مدار التاريخ ذات طبيعة ثقافية ثرية ومتنوعة، فقد اتسمت الجزيرة العربية ببعد حضاري مميز يضاف إلى البعد الحضاري الذي اشتهرت به منطقة الشرق الأوسط في حضارة ما بين النهرين، وحضارة مصر القديمة». وأضاف النفيسي: «لدينا في المملكة تنوع جغرافي كبير، وآثار حضارية مذهلة يعود عمر بعضها لأكثر من ألفي سنة، ونظراً لكون الجزيرة العربية نقطة تقاطع بين الشرق والغرب على طريق الحرير القديم، فقد كانت تتمتع أيضاً بأهمية خاصة للصين، إذ أسهم التبادل التجاري والثقافي بين أسلافنا في انتقال العديد من الأفكار والتقاليد والثقافات التي أسهمت في رسم ملامح العالم لقرون عدة من الزمن». وكانت «أرامكو السعودية» رعت معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» في جميع محطاته العشر السابقة، حيث استقر حالياً في بكين ويستمر لشهرين. يذكر أن رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، ووزير الثقافة الصيني لو شو جانج، افتتحا قبل أيام، معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» في المتحف الوطني بالعاصمة الصينية بكين.