شهدت الجلسة الرابعة لقضية رافعة «الحرم المكي»، التي نتج منها أكثر من 100 حالة وفاة، وإصابة أكثر من 200 من حجاج بيت الله الحرام في المحكمة الجزائية في مكةالمكرمة غياب المتهمين كافة في القضية، بعدما أبلغهم قاضيها بعدم ضرورة حضورهم، والاكتفاء بفريق الدفاع المكون من أحمد القرشي، والمحامي حسن بن جمعان الزهراني، وعبدالله بن لادن، ومحامي اللجنة صالح الغامدي. وأجل النظر في القضية إلى جلسة مقبلة حددت بعد أسبوعين أي منتصف كانون الثاني (يناير) المقبل، بعدما قدم الادعاء العام مذكرة رد على المذكرة التي قدمها المتهمون خلال الجلسة الماضية، والتي تضمنت نقاطاً عدة أكدوا من خلالها انتفاء مسؤولية موكليهم عن حادثة سقوط الرافعة، وعما نتج منها من وفيات، وإصابات، وأضرار حدثت نتيجة لسقوط الرافعة. وكانت المحكمة الجزائية في مكةالمكرمة التي شهدت انعقاد أولى جلسات هذه القضية في آب (أغسطس) الماضي، أمهلت المتهمين 45 يوماً للرد على دعوى الاتهام، إضافة إلى إمهالهم قرابة الشهرين لتقديم مذكرة دفاعهم في الجلسة الثانية. وبدأت جلسات قضية رافعة «الحرم المكي» بعدما أحالت هيئة التحقيق والادعاء العام في مكةالمكرمة ملف القضية للمحكمة الجزائية في مكةالمكرمة في تموز (يوليو) الماضي، للنظر في التهم الموجهة للمتهمين في القضية بعد تحقيقات استمرت ثمانية أشهر. وحظيت التحقيقات بسرية تامة، وسط تكتم كبير على ما ورد في أقوال المتهمين ممن وردت أسماؤهم في ملف القضية، إذ تم الاستماع إلى أطراف القضية كافة قبل إحالتها للمحكمة، وذلك بعد الانتهاء من تحرير لائحة الاتهام الخاصة بالمتهمين في ملف القضية، وتضمنت تهماً لعدد من الأشخاص بينهم مهندسون، إضافة إلى مسؤولين يعملون في جهات حكومية في مكةالمكرمة تم التحقيق معهم، إذ إن جميعهم لهم علاقة بمشاريع الحرم المكي سواءً أكان بشكل مباشر، أم من خلال الإشراف والمراقبة. يذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وجه بصرف مليون ريال لكل ذوي شهيد ومصاب إصابة بالغة نتج منها إعاقة دائمة، و500 ألف ريال للمصابين كافة، إضافة إلى استضافة اثنين من ذوي كل متوفى من حجاج الخارج ضمن ضيوفه لموسم الحج في العام المقبل، مع تمكين من لم تمكنه ظروفه الصحية من المصابين من استكمال مناسك حج هذا العام من معاودة أداء الحج العام المقبل ضمن ضيوفه، ومنح ذوي المصابين الذين يتطلب الأمر بقاءهم في المستشفيات تأشيرات زيارة خاصة لزيارتهم والاعتناء بهم خلال الفترة المتبقية من موسم حج هذا العام والعودة إلى بلادهم.