شدد وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف، على أن المملكة من أكبر المساهمين في تحقيق أمن الطاقة، من خلال الاستثمارات الضخمة التي سخرتها السعودية لتعزيز قدراتها الإنتاجية، إذ يوجد لدى المملكة حالياً طاقة فائضة تمثل 50 في المئة من معدل الإنتاج الحالي للنفط، أو ما يعادل 4.5 برميل نفط يومياً. وقال العساف في كلمته في اختتام أعمال ورشة عمل «أمن الطاقة» بمجموعة ال 20 أمس، في الرياض، إن «المملكة تلعب دوراً كبيراً في الحد من تذبذب أسعار النفط، من خلال الإبقاء على عرض من النفط يتجاوز الطلب، لكن في الوقت نفسه فإن الحد من هذه التذبذبات يتطلب مؤشرات ذات صدقية للطلب على النفط للمحافظة على استمرار الاستثمارات في التوسع في الطاقة الإنتاجية». وأشار إلى مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للطاقة من أجل الفقراء التي أعلنت عام 2008، وقال إن المملكة عملت منذ ذلك الحين من خلال الصندوق السعودي للتنمية وصندوق الأوبك للتنمية الدولية (اوفيد) والبنك العربي للتنمية في أفريقيا والبنك الدولي على وضع هذه المبادرة موضع التنفيذ، إذ إن نحو خمس سكان العالم لا يتمكنون من الوصول إلى الطاقة، ما يقوض التنمية في الدول الفقيرة. وأكد وزير المالية أهمية الورشة في تقريب وجهات النظر بين المشاركين من مجموعة ال 20، مشيداً بدور مجموعات العمل التي تناقش القضايا المتعلقة بالطاقة حالياً في إطار مجموعة ال 20. وكانت وزارة المالية ووزارة البترول والثروة المعدنية ومؤسسة النقد العربي السعودي أمس، استضافت ورشة العمل، التي تُقام بمناسبة مرور 50 عاماً على إنشاء «أوبك» بحضور مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، ونائب محافظ مؤسسة النقد الدكتور عبدالرحمن الحميدي، ووكيل وزارة المالية للشؤون الاقتصادية الدكتور سليمان التركي. وشارك في الورشة التي تأتي في إطار مشاركة المملكة ضمن مجموعة ال 20 عدد من الخبراء والمسؤولين ومجموعة ال 20، والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وعقدت الجلسة الأولى بعنوان: «أمن أسواق الطاقة»، قدمها مدير الأبحاث في «أوبك» حسان محمد ومستشار قسم الأبحاث بصندوق النقد تومس هلبنق، فيما جاءت الجلسة الثانية بعنوان: «جانب الطلب والضرائب»، وقدمها من وزارة البترول فريد العسلي وتومس هلبنق، فيما عقدت الجلسة الثالثة بعنوان: «استقرار سوق الطاقة»، وقدمها مدير منتدى الطاقة الدولي الدكتور نوا فان هولس. وتمّ خلال ورشة العمل تقديم ورقة بعنوان: «تنمية أمن الطاقة الرؤية العالمية والطاقة من أجل النمو»، قدمها المستشار الاقتصادي جوتشن كوبل، كما تمّ تقديم ورقة أخرى بعنوان: «أمن الطاقة من أجل الفقر»، تحدث فيها عضو هيئة التخطيط بالهند بي كي تشاتور فدي وفؤاد البسام من صندوق النقد الدولي وكبير المستشارين في البنك الدولي افتاب قرشي، فيما جاءت الورقة الأخيرة بعنوان: «الطاقة من أجل التنمية المستدامة». وركّزت مداولات وأوراق عمل الورشة على مناقشة المواضيع المتعلقة بالطاقة ومن بينها السبل الكفيلة لاستقرار أسواق الطاقة العالمية، بما في ذلك أمن جانبي العرض والطلب والطاقة من أجل التنمية المستدامة والمنظور العالمي لأمن الطاقة والتنمية، إضافة إلى الجوانب المتعلقة بإعانات وضرائب الطاقة وتأمين مصادر الطاقة للفقراء.