هل أنت من أولئك الذين ينجذبون إلى شخص ما، ثم يتفاجأون بشخصيته المتعجرفة التي تخالف جمال مظهره الجذاب. إن كنت ممن حيرهم هذا الأمر، فإليك الدليل العلمي الذي يفسر سر هذا الانجذاب. ذكر موقع «ساينتفك أميركان» أن باحثَين من جامعة واشنطن في سانت لويس، هما نيكولاس هولتزمان ومايكل ستراب، أجريا بحثاً لمعرفة العلاقة بين الجاذبية الجسدية وميول البعض إلى امتلاك ما يعرف بصفات «ثالوث الظلام» الذي يتكون من وجود صفات النرجسية، والسيكوباتية أو الاعتلال الاجتماعي، والميكافيلية المرتبطة بالأنانية في شخصية الفرد، لمعرفة ما إذا كان لهذه الصفات الثلاث قدرة على الرفع من جاذبية الشخص في أعين الآخرين. وأجرى هولتزمان وستراب الدراسة على مجموعة من طلاب الجامعات، وطرحوا عليهم أسئلة لاستكشاف جوانب معينة في شخصياتهم لقياس امتلاكهم لصفات «ثالوث الظلام»، ثم طلبوا منهم الدخول إلى إحدى الصفوف الدراسية والبدء بعملية التعارف، ليكتبوا بعدها انطباعاتهم التي أخذوها عن بعضهم عند اللقاء الأول. وأوضحت الدراسة أن هناك علاقة مباشرة بين النرجسية والانجذاب الأول للأفراد، إذ إن الطلبة شعروا بالانجذاب إلى من بيّنت الأسئلة وجود نسبة من النرجسية والتعجرف لديهم، وأشار الطلاب إلى أن النرجسيين امتلكوا إطلالات أكثر وميضاً، ولغة جسد ماهرة تعكس ثقتهم في أنفسهم، وتعابير وجه أكثر جاذبية من الآخرين. وأوضح ستراب وهولتزمان أن النرجسيين عادة ما يملكون مهارة عالية في إبهار الآخرين، وأنهم يملكون القدرة على إخفاء الجانب السيئ من شخصيتهم إلى فترة قد تمتد إلى نحو الشهر. ويعتبر هذا سبب مهم ليأخذ الإنسان وقته قبل إطلاق الأحكام على الآخرين عند التعرف إليهم، إذ إن أصحاب الشخصيات النرجسية والمعتلة اجتماعياً قد يكونون من الأشخاص الذين تصعب مقاومة جاذبيتهم في اللقاء الأول. وذكرت الدراسة أيضاً أن الأمر قد يرتبط أيضاً بما يعرف ب «تأثير الهالة» التي تجعلنا نفترض أن الأشخاص أصحاب الجاذبية الجسدية يمتلكون خصالاً حميدة وشخصية جميلة وذكية وهم أهلاً للثقة، ما يوضح أن اجتماع الجاذبية الجسدية مع النرجسية والقدرة على إبهار الآخر بسهولة تسهل على النرجسي خلق قشرة خارجية بالغة الجاذبية تجعل الانطباع الأول عنه إيجابياً دائماً.