قال وزير الخارجية السعودية عادل الجبير إن «الحشد الشعبي في العراق، كما يعرف العالم، مؤسسة طائفية بحتة، وهناك مجازر ارتكبتها في مناطق، وبالذات في الأنبار وغيرها»، موضحاً خلال مؤتمر صحافي مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة أمس، أن هذا التنظيم يقوده «ضباط إيرانيون وعلى رأسهم قاسم سليماني، ومن المهم أن نؤيد العراق في مواجهة الإرهاب ومواجهة داعش بالذات، ولكن أيضاً نؤيد وحدة العراق واستقلاله وعروبته». وشدد على أن الرياض «تدعم كل الفئات العراقية ولا تفرق بين طائفة أو طائفة أخرى، وهذا ما نتمنى أن تكونه سياسة العراق»، وأضاف: «إذا أردنا أن يكون العراق موحداً وتكون هناك مساواة بين الأطياف المختلفة فلا مكان هناك لقوات طائفية مسلحة». وزاد: «إن المملكة والأردن تربطهما علاقات وثيقة وعميقة وهناك مجلس تنسيق بين البلدين تم تفعيله يهتم بالمصالح المشتركة الكبيرة، سواء في المجال الأمني المتمثل في مكافحة الإرهاب أو مكافحة التهريب أو التنسيق السياسي في ما يتعلق بعملية السلام في سورية والعراق واليمن»، مبيناً أن «الأردن من الدول الداعمة مواقف المملكة والتشاور والتنسيق بينهما قائم». وأوضح أن «سعي البلدين لتعزيز وتكثيف التنسيق الذي تم تأسيسه يهدف إلى العمل في إطار مؤسساتي، وأن تكون الأمور ثابتة والتواصل مستمر»، مبدياً ارتياحه إلى «ما تحقق من طريق مجلس التنسيق، وما تم من تعزيز وتكثيف التعاون والتشاور بين المملكتين في كل المجالات». وأبدى أمله في «نجاح القمة العربية» التي ستعقد في الأردن في آذار(مارس) المقبل. ورداً على سؤال عن خطر الإرهاب الذي يشكل هاجساً مشتركاً، وعن تقارير تتحدث عن تنامي التشكيلات الإرهابية على الحدود العراقية، قال: «إن المملكة والأردن عانتا من آفة الإرهاب، وآخرها الأحداث في الكرك، والمملكة عبرت عن وقوفها إلى جانب الأردن، وعن دعمه في هذا المجال»، مبيناً أن «التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بين البلدين قائم منذ سنوات طويلة للقضاء على هذه الآفة، والقضاء على تمويل الإرهاب ومحاربة الفكر المؤدي إلى الإرهاب والتطرف والجهود مستمرة في هذا الشأن». وأضاف: «في ما يتعلق بما يحدث بالنسبة إلى الحدود، فإن البلدين حريصان على متابعة أي خطر قد يظهر في أي مكان، سواء داخل المملكة أو على حدودها مع دول مختلفة، لأن التصدي للإرهاب واجب والمعلومة قد تكون أهم شيء في مواجهة الإرهاب، إذا كانت صحيحة واتخذ بموجبها قرار». إلى ذلك، تحدث الوزير ناصر جودة عن استضافة الأردن القمة العربية، وقال: «نحن حريصون جداً على إدامة هذا الإطار لأن القمة السنوية هي الآلية التي من خلالها يستطيع القادة العرب أن يواجهوا المشكلات والتحديات والحديث المباشر في إطار الأمة العربية والبيت العربي الذي هو الجامعة العربية والعواصم التي تعقد فيها القمة وإيجاد الحلول». وأضاف أن «الأردن يأمل في أن تكون القمم فاعلة ولديها مخرجات حقيقية واقعية، وهناك أمور يجب أن تعالج على أرض الواقع في منطقتنا، مثل التطرف والإرهاب، لأن المتطرفين وأصحاب الفكر الظلامي السوداوي يستهدفوننا جميعاً ولذلك لا يوجد بلد مستثنى، والنظرة في ما يتعلق بمكافحة الفكر المتطرف والإرهاب كما يقول الملك عبدالله الثاني يجب أن تكون شاملة من جميع النواحي والأماكن التي يوجد فيها إرهابيون ومن خلال جميع المصنفات». وتابع أنه سلم دعوة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، من الملك عبدالله الثاني، لحضور القمة العربية التي تستضيفها عمان في آذار (مارس) المقبل، مؤكداً أن «كل الأردنيين وكل الأمة العربية تعول كثيراً على نجاح هذه القمة، والاستعدادات جارية على قدم وساق على المستويات كافة لاستضافتها». وأشار إلى أن العلاقة بين القيادتين والشعبين «في توافق تام حول المشكلات والتحديات»، مؤكداً حرص «الأردن على إدامة هذه العلاقة وتمتينها وتوسيعها على المستويات كافة».