تعيش بلادنا الغالية نهضة شمولية واسعة في مختلف الاتجاهات، إذ وهي تحرص على الاستفادة من تقنيات العصر ومكتسباته لا تنسى الماضي وأمجاده بالمحافظة على الإرث التاريخي العميق، ومن أبرزها استحداث هيئة الآثار والسياحة كجهة مختصة للحفاظ على التراث الوطني الذي تحمله مملكتنا الحبيبة، ولما يعود بالنفع ثقافياً واقتصادياً، وقد أوكلت هذه المهمة الجسيمة لرجل ذي خبرات متعددة متنوعة، نظر للأرض من مفهوم الفضاء، لديه القابلية والحرص والمتابعة لكل المستجدات والتقارير والمقالات الصحافية، وقد شدني حرصه الشديد واهتمامه بالتفاصيل لما يُنشر، وقد أسعدني متابعته عن كثب واهتمامه بتفاصيل كل ما يُكتب عن السياحة في مملكتنا الغالية. نعم فالعطاء لدى الإنسان من أهم ما يميزه عن باقي المخلوقات، ما أجمل العطاء بلا حدود. نعم، فحينما يعطي رئيس الهيئة العامة للآثار والسياحة الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، فإنه يضع المسؤولية نصب عينيه، وينظر إلى مقدار ما سيحدثه ومدى تأثيره على الواقع، فقد أفنيت وقتك كله لخدمة المليك والوطن وإحياء التراث في جميع مناطق السعودية، والتشريف الكبير الذي أوكلته لك القيادة الحكيمة بتقليدك رئاسة الهيئة العامة للآثار والسياحة ككفاءة ومقدرة. لقد سررت بالحديث معك، بعد نشر مقال لي عبر صحيفة «الحياة»، بتاريخ «19 أيلول (سبتمبر) 2010»، والاستفادة من توجيهاتك وخبراتك التي تجعلنا على ثقة تامة بأن مستقبل هذا القطاع واسع ومزدهر. ملاحظتي لهيئة السياحة والآثار أن نلتزم بالمحافظة على التراث العمراني، ولما أشار إليه المدير العام للإعلام والعلاقات العامة في الهيئة مشكوراً حول اعتماد إعادة ترميم قصر إبراهيم والقيصرية بالإحساء على صورة من أرشيف شركة أرامكو، الذي تعتبر مرجعاً كبيراً للصور التي بحوزتها لكثير من مناطق المملكة. السؤال المطروح: هل يكفي مصدر واحد يتم الاعتماد عليه لإعادة هذا التراث القديم الذي حمل في طياته عبق الآباء والأجداد؟ علماً بأنه توجد صور كثيرة تناقلتها بعض المواقع على الشبكة العنكبوتية وبعض الكتّاب الذين كتبوا عن تاريخ الإحساء، كما توجد بعض المباني لا تزال تحيط بالموقعين ولا تحمل هذا الطابع المعماري، وكم أتمنى أن يتم الرجوع لأكثر من مصدر لإعادة هذا التراث بحلته التي اعتاد أهل المنطقة أن يروه عليها قبل الترميمات الأخيرة، والموضوع بشكل بسيط يتم تشكيل لجنة من مهندسين معماريين لهم باع كبيرة بمنطقة الإحساء لمثل هذا الموضوع. وختاماً، أوجه رسالة شكر وعرفان واحترام لهذا الاهتمام والمتابعة من رئيس الهيئة العامة للآثار والسياحة الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، وكلى أمل وتفاؤل بمساندة الجميع لخدمة هذا القطاع والرقي به لأعلى المستويات. [email protected]