التقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى بمكتبه في الرياض أمس، عدداً من طلبة كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود بحضور الدكتور سالم بن راشد المطيري. وتناول الحوار المفتوح مع الطلبة الحديث عن الاجتهاد الجماعي للمجامع الشرعية، مستعرضاً مهمات المجمع الفقهي الإسلامي، والهيئة العالمية للعلماء المسلمين التابعين لرابطة العالم الإسلامي، مشيراً إلى أن هذا المجمع له بُعْدٌ إسلامي عالمي، بينما المجمع الفقهي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي له بُعد دولي، فالأول تحت مظلة هوية الرابطة باعتبارها منظمة إسلامية شعبية عالمية جامعة، ومهمتها «شعبية عالمية»، بينما مهمة المنظمة «دولية»، ومَجمع الرابطة تمثل به «الشعوب» في بُعدها العلمائي، والمنظمة تمثل بها «الدول» في بُعدها العلمائي كذلك. وفي سؤال عما قد يكون من فتاوى وقرارات متعارضة لهذه المجامع وغيرها من المجامع الشرعية المحلية، قال العيسى: «إنها تكمل بعضها، وإن الاختلاف بينها اختلاف تنوع اجتهادي وثراء علمي، وإنه يضاف إلى سعة الشريعة الإسلامية». كما تحدث أمين الرابطة عن مهمات رابطة العالم الإسلامي والهيئات التابعة لها حول العالم، مبيناً أن الرابطة أخذت على عاتقها إيضاح حقيقة الدعوة الإسلامية، ومد جسور التعاون الإسلامي والإنساني مع الجميع. وفي مهمة نشر حقيقة الإسلام تتعقب الرابطة الأفكار المتطرفة وتكشف زيفها، مبيناً أن تلك الأفكار ليس لها مدرسة واحدة، بل تشمل مدارس عدة، خرجت عن إطار اعتدالها ثم نسبت نفسها إلى مدارسها المعتدلة باعتبار البيئة التي نشأت فيها من حيث الأصل والتراب المجرد لا غير، لكن هذا اللفيف يتفق على أيديولوجية واحدة وهي الجنوح والشطط الفكري، كما يتفق أيضاً على هدف واحد، وهو العمل الإجرامي ضد من يخالف منهجه المتشدد، وهذا يؤكد أن التطرف ليس مدرسة واحدة، وأن معادلة التطرف إما أن تكون ذات مسار سياسي مادي، فهذه لا تحتاج إلى إيضاح خلفيتها لانكشافها ووضوحها، وإما أن تكون ذات مسار ديني، فمزلقها جاء من أشياء أبرزها طلب الكمالية مع الجمود على النصوص واجتزائها، أما الاعتدال فهو متوازن بقبول منهج الواقعية، وللنصوص عنده مرونة في التأويل بحسب الزمان والمكان والأحوال، ولذلك لا يمكن أن تجد التطرف يسهب في القواعد والضوابط الشرعية بل لا تجده إلا في تناول الفروع ثم إنك أيضاً لا تجده يجمع نصوصها، بل يأخذ نصاً واحداً يتفق مع ضلاله ويدع ما سواه، وإن جادلته دخل معك في تكلف التأويل، واستدعى تغير الحال، هذه الحال التي ينفي استدعاء تغيرها في وقائع أخرى. وأوضح أهمية دور الحقوقي المسلم في عالم اليوم، وهو يقوم برسالته المعتدلة، مبيناً أن رابطة العالم الإسلامي تنطلق من مبدأ حقوقي عادل معتدل في نشر رسالتها.